الصفحة الرئيسية

البنكرياس: ما هو وشرح وظيفته ووصف التشريح بالصور

 البنكرياس هو أحد أعضاء الجهاز الهضمي المهمة، وهو عبارة عن مجموعة من الغدد التي تفرز إنزيمات ومواد تشترك في عملية الهضم، بالإضافة إلى إفراز الهرموانت المسئولة عن تنظيم مستوى السكر داخل وخارج الخلايا (في الدم).


ويقع البنكرياس في مؤخرة البطن خلف المعدة أي قرب الظهر من ناحية الجزء الداخلي من العمود الفقري، وهو عبارة عن غدة مختلطة، إي إنه يحتوي جزء غدد قنوية تفرز إنزيمات الهضم، وجزء غدد صماء تفرز هرمونات في الدم مسئولة عن تنظيم مستويات السكر (الجلوكوز).

البنكرياس: ما هو، تشريح كامل


ما مكان البنكرياس في الجسم بالتحديد، وما شكله؟

يقع البنكرياس خلف المعدة في مؤخرة البطن، وأمام العمود الفقري مباشرةً ويحيط به الكبد والمرارة والطحال.

هذا الموقع العميق يعتبر أحد أسباب صعوبة الوصول إلى البنكرياس جراحياً، وأيضاً من الأسباب التي تجعل أمراض البنكرياس صعبة العلاج.
الوضع التشريحي للبنكرياس ومكانه وسط الأحشاء
الوضع التشريحي للبنكرياس ومكانه وسط الأحشاء



 ينقسم البنكرياس تشريحياً إلى خمسة أجزاء كما يلي (شاهد التفاصيل في الصورة):

  • الرأس: وهو أعرض جزء في البنكرياس ويقع جهة اليمين من البطن، تحديداً في التجويف الهلالي الذي يكونه انحناء الإثنى عشر ويربط بينهما نسيج ضام.
  • النتوء غير المصقول: هو نتوء يبرز من الجزء السفلي للرأس ويمتد داخلياً باتجاه اليسار ليرقد تحت جسم البنكرياس.
  • العنق: يقع بين الرأس وجسم البنكرياس.
  • جسم البنكرياس: يقع في منتصف البنكرياس ويقع خط منتصف الجسم، ويرقد خلف المعدة تماماً.
  • الذيل: يقع في أقصى اليسار ويمتد من الجسم ليقبع قريباً من فوهة الطحال، وهو الجزء الوحيد من البنكرياس الذي يدخل في تغليف الغشاء البريتوني.
أجزاء البنكرياس
تشريح أجزاء البنكرياس


يبلغ حجم البنكرياس حوالي 6 بوصات، وطوله تقريباً طول اليد.

تشريح قناة البنكرياس

جزء الغدد القنوية من البنكرياس هو عبارة عن فصيصات (فصوص صغيرة) وظيفتها تصنيع المرحلة الأولى من إنزيمات الهضم، وكل فص هو عبارة عن تجمعات خلوية ترتبط فيما بينها بشبكة من الأنابيب المتداخلة.


تلك الأنابيب المتداخلة تتحد مع أنابيب الفصوص المجاورة لتكون شبكة من القنوات بين الفصوص، وهذه القنوات بدورها تتجمع معاً لتصب في القناة الرئيسية للبنكرياس.


تسير القناة الرئيسية بطول البنكرياس لتتحد مع القناة الصفراوية المشتركة لتكوين ما يسمى "قارورة فاتر الكبدية-البنكرياسية" (hepatopancreatic ampulla of Vater)، وهذه القارورة تفتح مباشرةً في الإثنى عشر عن طريق الحُليمات الرئيسية للإثنى عشر (شاهد الصورة).

تشريح قناة البنكرياس
تشريح قناة البنكرياس والإثنى عشر وصمام أودي [مصدر]


الإفرازات من القارورة إلى الإثنى عشر محكومة عن طريق صمام يُسمى "صمام أودي" وهو عضلة عاصرة دائرية.

ما وظيفة البنكرياس؟

تنقسم وظائف البنكرياس إلى جزءين، الجزء الخاص بالغدد القنوية وجزء الغدد الصماء.


بالنسبة للغدد القنوية فإنها تفرز الإنزيمات التالية:


  • إنزيم الليبيز (Lipase): وهو يعمل مع العصارة الصفراوية القادمة من الكبد لتكسير الدهون وتسهيل هضمها.
  • إنزيم الأميليز (Amylase): وظيفته تكسير النشويات للحصول على الجلوكوز الذي تستخدمه الخلايا لإنتاج الطاقة.
  • إنزيم البروتييز (Protease): وهو المسئول عن تكسير البروتينات التي تتناولها في طعامك إلى أحماض أمينية.

عندما يدخل الطعام إلى المعدة، تصل إشارة إلى البنكرياس فيفرز إنزيمات الهضم السابق ذكرها في الأنابيب الصغيرة التي تتجمع لتكون قناة البنكرياس الرئيسية.

قناة البنكرياس الرئيسية تتصل مع القناة الصفراوية التي تنقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى المرارة.

بعد ذلك تنتقل العصارة الصفراوية من المرارة إلى الأمعاء وبالتحديد في الإثنى عشر، وتجتمع العصارة الصفراوية مع إنزيمات البنكرياس في الإثنى عشر لتبدأ عملية هضم الطعام الواصل إلى الأمعاء، كلٌ حسب نوعه.

أما بالنسبة لجزء الغدد الصماء، فإنه يفرز الهرمونين التاليين:

  • هرمون الإنسولين: وهو يعمل على إدخال الجلوكوز (السكر) إلى الخلايا للاستفادة منه في إنتاج الطاقة، وبالتالي يقلل نسبة السكر في الدم.
  • هرمون الجلوكاجون: هو مضاد لعمل هرمون الإنسولين، أي إنه يعمل على رفع مستوى السكر في الدم لإحداث التوازان في حال الحاجة إليه.

يحتاج الجسم إلى توازن تركيز السكر في الدم لتعمل الأعضاء بشكل طبيعي، خصوصاً الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى والمخ والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي.

هل يمكن أن يعيش الإنسان بدون البنكرياس؟

نعم، يمكن ان يعيش الإنسان بدون البنكرياس بشرط أن يحصل على الإنسولين على شكل حقن يومية لتنظيم مستوى السكر في الدم، وهذه تجربة صعبة لكن الكثير من مرضى السكر قد اعتادوا عليها.

يجب أيضاً أن يتناول أقراص تحتوي إنزيمات الهضم لتعويض إنزيمات البنكرياس.

من النادر أن يلجأ الأطباء إلى استئصال البنكرياس، لكن ذلك يحدث في بعض حالات سرطان البنكرياس وفي حالات الالتهاب الشديد للبنكرياس.

في تلك الحالة، سيظل المريض يتعاطى الإنسولين والإنزيمات مدى الحياة.


ما الأمراض التي يمكن أن تصيب البنكرياس؟

يمكن أن تؤثر الأمراض التالية على البنكرياس:

  • النوع الأول من مرض السكر: يحدث هذا النوع عندما يفشل البنكرياس في إنتاج الإنسولين بكميات كافية.
  • النوع الثاني من مرض السكر: يحدث عندما ينتج البنكرياس كميات كافية من الإنسولين، لكن الجسم لا يستطيع استخدامها بالطريقة الصحيحة (مقاومة إنسولين مثلاً).
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم: وهذا يحدث عندما ينتج البنكرياس كميات من هرمون الجلوكاجون أكثر من اللازم (نتيجة ورم مثلاً في الخلايا التي تصنعه)، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم.
  • هبوط سكر الدم: وهذا يحدث عندما ينتج البنكرياس كميات من هرمون الإنسولين أكثر من اللازم (نتيجة ورم في خلايا جزر لانجرهانز مثلاً).
  • التهاب البنكرياس: وهو ينشأ عندما تبدأ الإنزيمات في العمل في البنكرياس نفسه (يهضم نفسه) قبل أن تصل إلى الإثنى عشر. السبب غالباً يكون حصوات المرارة أو تعاطي الخمور، وهو يمكن أن يكون التهاباً حاداً أو مزمناً.
  • سرطان البنكرياس: وهو للأسف أحد أصعب أنواع الأورام الخبيثة لأنه صعب الاكتشاف مبكراً وصعب العلاج ويؤدي إلى الوفاة في نسبة كبيرة من المرضى (خصوصاً سرطان رأس البنكرياس).

google-playkhamsatmostaqltradent