سرطان عنق الرحم هو نمو خلايا غير طبيعية في جدار عنق الرحم، الذي هو عبارة عن الجزء السفلي من الرحم الواصل بينه وبين المهبل، وهو أحد الأورام الخبيثة التي تسعى الحكومات للاكتشاف المبكر لها عن طريق حملات الرصد.
ما أعراض سرطان عنق الرحم؟
المراحل المبكرة من الورم للأسف يمكن أن تمر بدون ظهور أي أعراض ولا علامات وهذا ما يوضح أهمية حملات الرصد والاكتشاف المبكر والمتابعة الدورية باختبار Pap.
اختبارات Pap هي إجراءات رصد وهي الطريقة الوحيدة للاكتشاف المبكر لسرطان عنق الرحم، وذلك عن طريق أخذ عينات من العنق وتحليلها بصفة دورية لكل النساء الذين تخطوا عمر 21 عاماً.
المراحل المتقدمة من سرطان عنق الرحم تظهر عليها الأعراض التالية:
- نزيف من المهبل أثناء أو بعد الجماع
- نزيف مهبلي بين الدورات الشهرية
- نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث (سن اليأس)
- خروج إفرازات من المهبل وهي يمكن أن تكون مائية أو مدممة (معرقة بدم)، ويمكن أن تكون ثقيلة ولها رائحة كريهة
- ألم أثناء الجماع
- ألم مستمر في الحوض
- نزول كميات كبيرة من الدم أثناء الدورة الشهرية ولفترات أطول من المعتاد
من المهم العلم أن الأعراض السابق سردها ليست حصرية لسرطان عنق الرحم، بمعنى أنها يمكن ان تحدث في أمراض أخرى في المهبل أو في الرحم أو الحوض.
إذا تكررت الأعراض واستمرت لفترة طويلة، يُنصح بزيارة طبيب/ة أمراض النساء لأخذ الاستشارة حول الفحوصات المطلوبة لاستبعاد سرطان عنق الرحم.
ما أسباب سرطان عنق الرحم؟
يبدأ نشوء الورم الخبيث عندما تبدأ الخلايا الطبيعية بعنق الرحم في التغيّر عن طريق حدوث طفرات جينية في الحمض النووي خاصتها (DNA).
الحمض النووي (DNA) هو المسئول عن توجيه الخلايا عن طريق التحكم في تصنيع البروتينات التي تؤدي الوظائف الخلوية بما فيها النمو والانقسام.
الخلايا الطبيعية تنمو وتتكاثر بنمط معين ثابت، كما إنها تموت في وقت محدد وفق عملية الإحلال والتجديد.
عندما تحدث الطفرات الجينية، تبدأ الخلايا في الخروج عن السيطرة وتنمو وتتكاثر مستقلةً وتخرج عن النمط الطبيعي، كما إنها لا تموت كما هو مخطط لها.
تراكم تلك الخلايا الجديدة -غير الطبيعية- يؤدي إلى تكون كتل الأورام السرطانية المعروفة، هذه الكتل ما تلبث إلا أن تهاجم الأنسجة والأعضاء المجاورة بهدف نشر السرطان فيها.
لكن، ما الذي يُسبب تلك الطفرات الجينية؟
لم يتوصل العلماء إلى سبب مؤكد لنشوء الطفرات باستثناء عامل واحد مُجمع عليه هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهو فيروس واسع الانتشار لكن ليس كل من تصاب به ينمو لديها سرطان عنق الرحم.
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وكيف يسبب سرطان عنق الرحم |
لذلك، توجد عوامل أخرى تؤدي إلى حدوث سرطان عنق الرحم لدى نسبة من النساء الحاملات لفيروس الورم الحليمي البشري.
تلك العوامل المُهيئة تشمل ما يلي:
- ممارسة العلاقة الجنسية مع العديد من الرجال: يوجد تناسب طردي بين عدد الرجال الذين تمارس معهم المرأة العلاقة الجنسية وبين نسبة حدوث سرطان عنق الرحم، بمعنى إنه كلما زاد عدد العلاقات مع رجال مختلفين، زادت نسبة حدوث الورم الخبيث.
- الأمراض المنقولة جنسياً: مثل عدوى السيلان والكلاميديا والزهري ومرض نقص المناعة المكتسبة "إيدز" ترفع نسبة حدوث السرطان.
- ضعف المناعة: لسبب غير معروف حتى الآن، يرتبط ضعف المناعة بسرطان عنق الرحم.
- التدخين: النساء المدخنات أكثر عرضة لسرطان عنق الرحم خصوصاً النوع ذو الخلايا الحرشفية.
- تعاطي الأم لأدوية منع الإجهاض في الماضي، حيث كان النساء يأخذون عقاراً يسمى "diethylstilbestrol (DES)" في خمسينيات القرن العشرين، وهو يزيد احتمال حدوث الورم الخبيث في الأجيال التالية.
هل يمكن الوقاية من سرطان عنق الرحم؟
لتقليل فرص الإصابة بالورم الخبيث في عنق الرحم، يُنصح باتباع ما يلي:
- لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): تلقي جرعات التطعيم ضد فيروس (HPV) يقلل حدوث العدوى بالفيروس الذي هو أهم أسباب سرطان عنق الرحم، فهو بالتالي يقلل نسبة حدوثه كثيراً.
- الفحص الدوري: الاختبارات الدورية التي تسمى "اختبار Pap" يمكنها أن تكتشف سرطان عنق الرحم في مراحله المبكرة، بل إنه يمكن أن يكتشف التغيرات الخلوية التي تؤدي إلى نمو السرطان. يُنصح بتكرار هذا الفحص سنوياً لكل من تخطت عمر 21 سنة.
- الالتزام بالعلاقات الجنسية المشروعة، ذلك أن تعدد الشكراء الجنسيين للمرأة هو أحد أبرز أسباب سرطان عنق الرحم طبقاً للإحصاءات الطبية الدولية.
- تفادي حدوث الأمراض المنقولة جنسياً عن طريق الالتزام بالنظافة الشخصية للزوجين، مع الالتزام بالعلاقة الشرعية لكلاهما.
- سرعة علاج الأمراض المنقولة جنسياً إن حدثت.
- التوقف عن التدخين.