دكتور تامر مبارك، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة يشرح لكم في هذا المقال بالأدلة العلمية وبالصور الطرق السليمة لاستعمال غسول الأنف سواء محلول ملح أو غيره حسب عمر الطفل هل بشفاط المخاط أم المحقن (السرنجة) أم الزجاجة المضغوطة.
ويُجيب أيضاً عن استفسارات القراء الكرام في التعليقات المباشرة أسفل المقال.
لماذا يحتاج الأطفال إلى غسيل الأنف وماذا يفعل؟
معظم الأطفال، خصوصاً في السنوات الست الأولى من عمرهم يحدث لديهم تراكم للمخاط والإفرازات الصديدية في الأنف والبلعوم الأنفي، وهذه السوائل تنزل إلى الممرات الهوائية وتسبب العديد من الأعراض مثل السعال (الكحة) وصعوبة التنفس.
غسل الأنف بمحلول الملح أو بماء البحر أو حتى بالماء المقطر يؤدي إلى شطف المخاط والصديد والإفرازات الأخرى وحتى القشور الصلبة، ويدفعهم إلى الخروج من المنخر الآخر أو عبر الحلق.
فوائد غسل الأنف بمحلول الملح تشمل ما يلي:
- يقلل من تراكم المخاط الثقيل الذي يصعب على الأنف التخلص منه مباشرةً وبالتالي يطهر تجويف الأنف ويسهّل دخول الهواء
- يساعد الطفل على التنفس من أنفه بطريقة سليمة، خصوصاً أن الأطفال حديثي الولادة لا يستطيعون التنفس عبر الفم
- يمنع تراكم الإفرازات التي تنمو فوقها الميكروبات التي تؤدي إلى عدوى الجهاز التنفسي العلوي، بل ربما تنتقل إلى الجهاز التنفسي السفلي (التهاب رئوي)
- يساعد على تقليل عدد الميكروبات والنفايات الناتجة عن مقاومة الجهاز المناعي للميكروبات وبالتالي يقلل أعراض التحسس والانسداد الوظيفي.
بالنسبة للأطفال أكبر من 6 سنوات، الذين يعانون حساسية الأنف أو التهاب الجيوب الأنفية ويصف لهم الطبيب بخاخات أنف لعلاج تلك الحالات، يساعد غسول الأنف في تهئيتها لأفضل استجابة للبخاخات.
هل تختلف الأدوات المستخدمة لغسل الأنف حسب العمر؟
بالفعل، لكل مرحلة عمرية أداة مناسبة لها للحصول على أفضل نتيجة ولمنع حدوث أي أضرار أو أخطاء.طبقاً للإرشادات الطبية العالمية لعام 2022، فإن التوصيات كما يلي:
- الأطفال منذ الولادة وحتى عمر سنة واحدة (12 شهراً): يجب استخدام شفاط المخاط الصغير (يُباع منفرداً في الصيدليات) لغسيل الأنف، حيث يكون ضغطه قليلاً.
- الأطفال أكبر من سنة: يجب استعمال الزجاجة البلاستيكية العاصرة (كما بالصورة)
بالنسبة لمضادات الاحتقان التي تستخدم في بعض الحالات، مسموح فقط باستعمال أوتريفين بيبي سالين للأطفال أصغر من 12 شهراً.
كم مرة يجب غسل الأنف بالمحلول في اليوم؟
يُنصح بغسل الأنف للأطفال بمحلول الملح مرتان على الأقل يومياً، وتحديداً قبل النوم وعند الاستيقاظ.
يمكن إجراء الغسيل كلما وجدت أن الطفل يعاني من انسداد الأنف بالمخاط أو الصديد.
يستعمل الغسول أيضاً لتنظيف الأنف وتهئته قبل استعمال بخاخات الأنف في الأطفال أكبر من 6 سنوات.
هل غسل الأنف بمحلول الملح مضر؟
للأسف، تنتشر بعض الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من غير المختصين، تلك الشائعات تخوّف الآباء والأمهات من استخدام محلول الملح لتنظيف الأنف.
الحقيقة هي أن غسيل الأنف ليس مضراً على الإطلاق، بل على العكس تماماً، يعتبر غسل الأنف هو الخطوة الأهم التي لا غنى عنها لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال الناتجة عن انسداد الأنف بالإفرازات.
بل إنه في الأطفال حديثي الولادة والرضّع، يمكن الاكتفاء بغسل الأنف يومياً أكثر من مرة دون إعطاء الطفل أية أدوية أخرى كمضادات الاحتقان، لأن الغسيل يحل المشكلة تماماً في معظم الحالات ويجنّب الطل مخاطر الآثار الجانبية للأدوية الأخرى.
الخطأ يكمن فقط في الطريقة، فبعض الأمهات تستخدم أدوات غير مناسبة لغسل أنوف أطفالهن، فمثلاً يستخدمن أدوات مثل السرنجات بقوة دفع عالية في الرضّع قبل بلوغ عمر سنة واحدة.
لذلك ننصحكم باتباع الإرشادات المذكورة أعلاه لاستخدام الأداة الصحيحة، وقراءة المقال التالي لمعرفة الطريقة الصحيحة بالصور:
يمكن استعمال محلول الملح العادي الذي يباع في الصيدليات، كما يمكن استخدام الماء المقطر، لكن يُمنع استخدام مياه الصنبور في غسيل الأنف نهائياً.
حتى الغسول الذي يحتوي ماء البحر وهو يباع بأسعار مرتفعة في الصيدليات، يُباع بأكثر من نوع وأكثر من عبوة لأن قوة دفع المحلول الملحي تختلف بين مرحلة عمرية وأخرى.