الصفحة الرئيسية

أسباب انتشار جلطات القلب والمخ بين الشباب مؤخراً

يلاحظ الناس في الفترة الأخيرة تزايداً كبيراً في حدوث جلطات القلب والمخ بين المراهقين والشباب في سن صغيرة، وباتت وفاة الشباب بالسكتات الدماغية أو جلطات الشرايين التاجية أمراً يحدث كل يوم تقريباً، ليس في بلادنا فقط، بل في معظم دول العالم.

ما أسباب زيادة أعداد المصابين بأمراض القلب والجلطات والسكتات الدماغية في سن صغيرة في العصر الحديث؟ هذا سؤال في غاية الأهمية وللإجابة عليه نحتاج إلى مجلدات، لكننا سنبدأ بواحد من أهم الأسباب وأكثرها خطورةً على الإطلاق.
جلطات القلب والمخ

لا يخفى على أحد من قراءنا أن العادات الغذائية تعد سبباً رئيسياً لمعظم أمراض القلب والجلطات، لكننا نلاحظ حدوث تلك الأمراض حتى بين الشباب الذين يتبعون أنظمة غذائية تبدو صحية بل مثالية، فكيف يحدث ذلك؟

المشكلة في نوعية الأطعمة التي تتناولها الشريحة الأكبر من الناس، وسنركز في هذا المقال على أحد المكونات الرئيسية في أغلب الأطعمة اليومية المعتادة، نتكلم هنا عن "السمن النباتي" أو الزيوت المهدرجة.

أولاً: ما هو السمن البلدي؟

الحليب الجاموسي أو البقري عبارة عن مستحلب.

وكلمة مستحلب تعني ماء ودهن معًا. إذا تركت اللبن ساكنًا أو وضعته في الثلاجة، يفصل الماء عن الدهن ويخرج اللبن دسمًا.

والواقع أن هناك دراسات كثيرة جدًا تنادي الناس بعدم استخدام إلا اللبن كامل الدسم من أجل الفيتامينات الذائبة في الدهن.

المهم الدهون تخرج فوق والماء ومكوناته تكون تحت وتخرج القشدة أو كريمة اللبن.

كريمة اللبن أو القشطة بالخض تتحول إلى زبدة، والزبدة هذه عبارة عن ماء وسمنة وشوية بروتين ونشويات بسيطة.

أمهاتنا يسخنون الزبدة مع الملح من أجل إخراج السمن الصافي ويخرج الباقي "المُرتة" أو "عجوزة اللبن"، وهي مغذية جدًا جدًا، نشويات على بروتين وطعمها مملح ورائع بمعنى الكلمة.

قصة ظهور السمن النباتي الصناعي

الإمبراطور نابليون الثالث، إمبراطور فرنسا كان يريد بديلاً رخيصاً للسمن الحيواني (البلدي)، من أجل إطعام جنود الجيش والطبقات الفقيرة التي لا تقدر على سعر السمن البلدي.

أطلق نابليون تحدياً بين علماء الكيمياء لاختراع البديل هذا، فانبرى المتخصصون في محاولات لإيجاد البديل، إلى أن اخترع عالم اسمه هيبوليت أول سمن نباتي سنة 1869.

طبعاً لم يكن بشكل السمن النباتي الذي نعرفه حاليًا، كان أبيض اللون تماماً، ورائحته مختلفة عن رائحة السمن البلدي، وقوامه أيضاً مختلف وكذلك طعمه.

لكن الطبقات الفقيرة رضيت به واستعملته على حاله هكذا في مقابل سعره الرخيص، لأنه وقتها لم يكن أحد يعرف ضرره.

وهكذا استمر الحال حتى وصل السمن النباتي إلى مصر، وقلنا له "نباتين" من باب جبر الخواطر. والكبار منكم قد يتذكرون جيداً أنه كان يستخدم في السابق فقط من قبل الطبقات الفقيرة أو المعدمة، لدرجة أن البعض كان يشعر بالخجل من استخدامه.

بعد ذلك، أرادت الشركات المصنعة زيادة مبيعاتها وتشجيع الطبقات الغنية أيضاً على استخدامه، فأضافت إليه لوناً وطعماً ورائحةً و"ترميلةً" حتى يعطيه خواص السمن البلدي، كما قامت بعمل دعاية له تقول إنه صحي أكثر من السمن البلدي.

أي أن الدعاية كانت قائمة على أنه خالي من الكوليسترول ويحافظ على صحة القلب والشرايين ويحمي من الأمراض، فالذي لن يستخدمه لأنه رخيص، سيستخدمه لأنه صحي حسبما أقنعته الشركات المنتجة للأسف.

ومع مرور الوقت، بدأ استخدامه ينتشر ولم يعد أحد يخجل من استخدامه، وأصبح مقبولًا اجتماعيًا.

حسنًا، ما علاقة هذه القصة بانتشار أمراض القلب والجلطات التي تحدثنا عنها في بداية حديثنا؟

لماذا يسبب السمن النباتي أضراراً للجسم ولماذا لا يستطيع التخلص منه؟

ببساطة، في الآونة الأخيرة، أثبتت العديد من الأبحاث العلمية أن السمن الصناعي (النباتي) يرفع معدلات الإصابة بأمراض السكر والقلب وتصلب الشرايين والجلطات بأنواعها.

ذلك لأن الدهون المتحولة هي مركب غريب بالنسبة للجسم، إنزيمات هضم الدهون التي خلقها الله لنا لا تعمل عليه أصلاً، فالجسم لا يعرف كيف يهضمه ولا يعرف كيف يتخلص منه، فيتراكم في الجسم ويسبب كل هذه المشاكل.

للأسف الشديد، أكثر من 90٪ من المنتجات الغذائية التي نعيش عليها تحتوي على السمن الصناعي.

تشمل هذه المنتجات:
تراكم الدهون في الشرايين

  • المخبوزات والمعجنات ماعدا الخبز
  • البسكويت والحلويات
  • البطاطس المقلية (الشيبسي)
  • منتجات الألبان مثل الكريم كراميل الجاهز والآيس كريم وغيرها
  • منتجات الكاكاو، مثل الشيكولاتة وكريمة الشيكولاتة ومشروبات الشيكولاتة
  • مبيض القهوة سواء هو نفسه أو خلطات القهوة الجاهزة المحتوية عليه مثل النسكافيه بالكريمر واللاتيه والكابتشينو والفرابيتشينو وخلافه، وكذلك الشاي بالكريمر
  • منتجات اللحوم والدواجن المتبلة الجاهزة، مثل الباني والناجتس والاستربس وخلافه
  • الوجبات السريعة بالطبع.

وإذا واصلنا ذكر المنتجات التي تحتوي على دهون متحولة، فقد نستمر حتى الغد. الخلاصة أنه مع أننا أصبحنا نعيش على كل ما هو مصنوع خارج المنزل سواء مغلف أو إنتاج مطاعم أو مخابز، فقد أصبحنا جميعًا نأكل هذه الدهون المتحولة بشكل أو بآخر.

يا جماعة، عندما تشتري أي منتج، انظر إلى مكوناته. إذا وجدت عليه عبارة من هذه العبارات:
  • نباتي الدهن
  • زيوت مهدرجة أو غير مهدرجة
  • بديل زبدة الكاكاو
  • دهون متحولة

فكل هذه العبارات تعني ببساطة (سمن صناعي).

إذا كنتم تخافون على صحتكم وصحة أولادكم، فلا تستخدموه. قد تقولون لي: لا يوجد غيره! سأقول لكم: نعم، يوجد غيره، لكنه غالي. لكن لا يمكننا أن نضحي بالصحة مقابل المال! يجب أن نعيش على قدر طاقتنا.

بالإضافة إلى أن المنتجات التي تصنع بالسمن النباتي أصبحت غالية جداً، فلماذا يجبرنا على ذلك؟

لذلك، لا ينبغي أن نكون مندهشين عندما نجد أن المراهقين والشباب أصبحوا مرضى قلب وضغط وسكر وكوليسترول وتصلب شرايين، وبمجرد أي انفعال أو حتى بدون انفعال، يصابون بجلطة ويموتون!

نتمنى أن تكونوا قد فهمتم حديثنا.

معظم مشاكلنا الصحية التي نشعر بالدهشة منها تأتي من أننا توقفنا عن تحضير طعامنا في منازلنا.

لقد اعتدنا على أنماط الأكل الغربي، فأصبحنا لا نعرف كيف نشتري الطعام الطبيعي لأنه غالي، ولا نعرف كيف نصنعه صحيًا في منازلنا، ولا نعرف كيف نتوقف عن شرائه مسمومًا من الخارج، ولا حتى نعرف كيف نقلل استهلاكنا منه حتى نسيطر على ضرره.
google-playkhamsatmostaqltradent