الصفحة الرئيسية

مكونات الجهاز المناعي وشرح وظيفة كل خلايا المناعة

علم المناعة هو علم حديث نسبيًا، وقد ارتبط دائماً بعلم الأحياء الدقيقة (الميكروبات) لأن الوظيفة الرئيسية للجهاز المناعي هي مكافحة العدوى التي تسببها الميكروبات المختلفة.

يتكون الجهاز المناعي من خلايا الدم البيضاء (وهذا المقال هو لشرح أنواع الخلايا بالتفصيل)، بالإضافة إلى عدد من الأعضاء اللمفاوية، كما سيأتي التفصيل بالمقال.
الجهاز المناعي خلايا المناعة


مكونات الجهاز المناعي:

أ. خلايا الجهاز المناعي

فيما يلي وصف موجز لدور كل خلية في الاستجابة المناعية:

  • الخلايا المتعادلة (نيوتروفيلز): هي خلايا بلعمية قادرة على ابتلاع وهضم الميكروبات والأجسام الغريبة.
  • الخلايا الحمضية (إيزينوفيل) مهمة بشكل أساسي في الدفاع ضد الطفيليات الدودية.
  • الخلايا القاعدية (بيزوفيل): توجد في الدم بتركيزات منخفضة للغاية وتلعب دوراً مهمًا جدًا في تفاعلات الحساسية.
  • الخلايا البدينة ( الصارية/Mast cells): تشبه الخلايا الخلايا القاعدية ولكنها توجد في الأنسجة.
  • الخلايا الأحادية (مونوسايت) والخلايا البلعمية (ماكروفيج): توجد الخلايا الأحادية في الدم وتغادره باستمرار لتذهب إلى الأنسجة حيث تكمل نضجها وتصبح "بلعمية". والبلعمة تعني أن تلك الخلايا قادرة على بلع الميكروب بداخلها ثم قتله، ولها خصائص أخرى مهمة للجهاز المناعي.
  • الخلايا الشجرية (المتشعبة) هي خلايا بلعمية في الجهاز المناعي الفطري وتعمل كجسر مهم بينه وبين الجهاز المناعي التكيفي (الشرح فيما بعد).
  • الخلايا اللمفاوية تتضمن الخلايا اللمفاوية التائية (T) والبائية (B) بالإضافة إلى الخلايا القاتلة الطبيعية (NK).
خلايا جهاز المناعة
شكل 1: خلايا الدم بالكامل بأشكالها وبينها خلايا المناعة


الجدول 2: مقارنة بين الخلايا اللمفاوية التائية والبائية:

الميزة الخلايا التائية (T) الخلايا البائية (B)
الإنتاج يتم إنتاجهما في نخاع العظم في نخاع العظم والأنسجة اللمفاوية
النضج في الغدة الزعترية في نخاع العظم
العدد تُشكل 75٪ من الخلايا اللمفاوية المحيطية (PBLs) تُشكل 10٪ من PBLs
الوظائف المناعة الخلوية الوسيطة، بما في ذلك: المناعة الخلطية، بما في ذلك:
  • خلايا T المساعدة (Th): تفرز السيتوكينات التي تساعد في تنشيط الخلايا المناعية الأخرى
  • خلايا T السامة (Tc): تقتل الخلايا المصابة والخلايا السرطانية
  • خلايا T التنظيمية (Treg): تقمع الاستجابات المناعية لمنع المناعة الذاتية
  • إنتاج الأجسام المضادة: ترتبط الأجسام المضادة بالمستضدات وتجعلها غير ضارة أو تميزها للتدمير بواسطة الخلايا المناعية الأخرى
  • خلايا B الذاكرة: تتذكر المستضدات وتنتج الأجسام المضادة بسرعة عند التعرض لها مرة أخرى
المستقبلات مستقبل الخلايا التائية (TCR): مستقبل الخلايا البائية (BCR):
  • لديه موقع ارتباط واحد بالمستضد
  • لا يمكنه رؤية المستضدات مباشرة (يتطلب خلية مقدمة للمستضد)
  • هو دائمًا جزيء موجود على سطح الخلية
  • يمكنه اكتشاف المستضدات المتولدة داخل خلايا الجسم
  • لديه موقعان لارتباط المستضد
  • يمكنه رؤية المستضدات مباشرة
  • يمكن إفرازه (كجسم مضاد)
  • يمكنه اكتشاف المستضدات الموجودة خارج خلايا الجسم

  • الخلايا القاتلة الطبيعية (NK): هي عبارة عن خلايا لمفاوية حبيبية كبيرة يمكن تمييزها عن الخلايا اللمفاوية B و T. تشكل 10-15٪ من الخلايا اللمفاوية الطرفية، وهي قادرة على قتل خلايا الجسم غير الطبيعية.

ب. أعضاء الجهاز اللمفي

الأعضاء اللمفاوية هي أنسجة منظمة تتفاعل فيها الخلايا اللمفاوية مع الخلايا غير اللمفاوية الأخرى المهمة إما في نضجها أو في بدء استجابة مناعية مكتسبة (بمعنى تدريب الخلايا على مواجهة الميكروب وتكوين أجسام مضادة له أو آليات أخرى للقضاء عليه). وهي مقسمة إلى:

أولاً: الأعضاء اللمفاوية الأولية (المركزية)

هذا هو المكان الذي تكمل فيه الخلايا اللمفاوية نضجها، وتصبح خلايا لمفاوية ناضجة (بالغة). وهي:

  • نخاع العظم: حيث تكمل الخلايا B نضجها. (وبالتالي، فإن نخاع العظم ليس فقط مكان نشأة جميع خلايا الدم، ولكن أيضًا بمثابة عضو لمفي مركزي).
  • الغدة الزعترية: حيث تكمل الخلايا T نضجها.

ثانياً: الأعضاء اللمفاوية الثانوية (الطرفية)

هي أماكن يمكن فيها للخلايا اللمفاوية (B) و(T) مقابلة المستضدات (الأجزاء النشطة من الميكروب)، مما يؤدي إلى تنشيط الخلايا اللمفاوية (تدريبها).

تتضمن الأعضاء اللمفاوية الثانوية كلاً من الطحال، والعقد (الغدد) اللمفاوية بالإضافة إلى مجموعة من الأنسجة اللمفاوية المرتبطة بالغشاء المخاطي، وتفصيلها كما يلي:

  • العقد اللمفاوية هي هياكل منظمة للغاية موزعة في جميع أنحاء الجسم. 
  • الطحال يتكون بشكل رئيسي من اللب الأحمر، وهو موقع التخلص من خلايا الدم الحمراء، بينما يحتوي اللب الأبيض على الخلايا اللمفاوية.
  • يتضمن النسيج اللمفاوي المرتبط بالجهاز الهضمي (GALT) اللوزتين والزوائد الأنفية والزائدة الدودية وبقع باير.
  • يتضمن النسيج اللمفاوي المرتبط بالشُعب الهوائية (BALT) مجموعات مماثلة ولكنها أكثر انتشارًا من الخلايا اللمفاوية التي تحمي ظهارة الجهاز التنفسي.
  • تحتوي مواقع مخاطية أخرى على مجموعات مماثلة.

دورة حياة الخلايا اللمفاوية بين الدم واللمف

1. الخلايا اللمفاوية B و T الصغيرة التي نضجت لكنها لم تلتقِ بالمستضد بعد (لم تتدرب على مواجهة الميكروب) تُسمى "الخلايا اللمفية الغرة (الساذجة).

تلك الخلايا تغادر نخاع العظم والغدة الزعترية على التوالي وتتدفق باستمرار من الدم إلى الأعضاء اللمفاوية الثانوية، مثل العقد اللمفية، حتى تلتقي بالمستضد (الميكروب) أو تموت.

2. يتم تصريف المستضدات الميكروبية من موقع العدوى من خلال الأوعية اللمفاوية الواردة إلى العقد اللمفية.

ليس كل خلية ليمفاوية تواجه مستضد ميكروب ستتعرف عليه وتقتله، هذا لأن تلك الخلايا شديدة التحديد للمستضدات التي تتعرف عليها، بمعنى أن كل خلية تواجه ميكروب معين وتقضي عليه.

تخضع اللمفاويات التي تتعرف على مستضد معين لسلسلة من التغييرات التي تجعلها مستعدة للبدء في العمل ضد المستضد الذي تستهدفه.

التغييرات التي تحدث هي:

أ. التنشيط: حيث تتحول الخلايا اللمفاوية إلى "ليمفوبلاست".

ب. التكاثر: تتكاثر بسرعة.

ج. التمايز: تتغير إلى خلايا واعية، قادرة على أن تكون فعالة ضد العامل الميكروبي، حيث:

  • تتحول الخلايا اللمفية "ب" (B) إلى خلايا "بلازمية"، قادرة على إفراز الأجسام المضادة.
  • تصبح الخلايا اللمفية "ت" (T) نشطة وتتميز إلى خلايا "ت" قاتلة وخلايا "ت" مساعدة.

3. بعد ذلك تغادر الخلايا اللمفاوية العقد اللمفية من خلال الأوعية اللمفاوية المختلفة وتعود إلى الدم من خلال القناة الصدرية

من الدم، تصل تلك الخلايا إلى الأنسجة الطرفية حيث تبدأ في العمل للقضاء على العدوى المحددة التي بدأت عملية تنشيطهم من الأساس.

بعد القضاء على المستضد الميكروبي، تبقى بعض الخلايا اللمفاوية المتخصصة التي ساهمت في القضاء على العدوى الميكروبية. تسمى هذه بالخلايا الذاكرة وهي أساس الذاكرة المناعية التي تضمن استجابة أكثر سرعة وفعالية عند لقاء ثانٍ مع نفس العامل الممرض وبالتالي تمنح مناعة طويلة الأمد. الذاكرة المناعية هي أهم تسلسل بيولوجي لتطور المناعة المكتسبة.
دورة حياة الخلايا اللمفاوية بين الدم واللمف
شكل 2: دورة حياة الخلايا اللمفاوية بين الدم واللمف


نظرية الانتقاء الاستنساخي

⚫ كما ذكر أعلاه، تتعرف الخلايا اللمفاوية T و B على المستضد الميكروبي بواسطة مستقبلات محددة للغاية موجودة على سطحها. كل خلية لمفاوية ساذجة لديها نوع واحد من المستقبلات ذو خصوصية معينة (يتعرف على مستضد ميكروبي واحد).

تلك الخلايا اللمفاوية التي تلتقي بالمستضد الميكروبي الذي تتعرف عليه مستقبلاتها، هي فقط التي تدخل مرحلة التنشيط والتكاثر والتمايز السابق شرحها أعلاه.

النتيجة لما سبق هي استنساخ "عائلة" من الخلايا البكر المتطابقة، جميعها لها مستقبلات متطابقة يمكنها الارتباط بنفس المستضد الميكروبي أينما وجدته. وبالتالي، يتم الحفاظ على خصوصية المستضد في الخلايا الوليدة.

يُطلق عليها نظرية "الانتقاء الاستنساخي" لأنه يتم اختيار مجموعة معينة من الخلايا من مجموعة اللمفاويات الساذجة.

⚫ يتم عادةً حذف اللمفاويات التي تحتوي على مستقبلات محددة لجزيئات الذات (جزيئات الشخص نفسه) في مرحلة مبكرة من تطور الخلايا اللمفاوية، وبالتالي فهي غائبة عن مجموعة اللمفاويات الناضجة. وهذا السبب في عدم مهاجمة خلايا المناعة لخلايا جسم الإنسان نفسه.

المراجع: كتاب قسم الميكروبيولوجيا والمناعة - كلية طب قصر العيني - جامعة القاهرة.
google-playkhamsatmostaqltradent