مرض الحزاز المتصلب هو مرض غير شائع (نادر)، وهو يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية، لكن له ثلاث أطوار رئيسية بأكثر نسبة حدوث عند البلوغ ونهاية مرحلة الطفولة، ثم في عمر الأربعين والخمسين.
ما أسباب الحزاز المتصلب؟
الأسباب الحقيقية لمرض الحزاز المتصلب في الرجال مازالت غير مؤكدة، لكن توجد بعض الفرضيات المبنية على دراسات بحثية ترجح عدداً من الأسباب المحتملة.
قد يكون الحزاز المتصلب على القضيب ناتجاً عن التأثير طويل الأمد لتراكم البول بين الأنسجة الحساسة مما يسبب تهيجاً والتهاباً في الغلفة والقضيب ويُستدل على تلك الفرضية بأن الحزاز المتصلب نادرعند الرجال الذين تم ختانهم عند الولادة.
يمكن أن يكون الحزاز ناتجاً عن عدوى ميكروبية غير محددة حتى الآن. [مرجع-1]
الحزا غالباً مرضًا منقولًا جنسيًا ولا يحدث لدى الشركاء الجنسيين للمرضى.
حتى الآن، لا يوجد دليل قاطع، هل هو مرض مناعي ذاتي أو هو عدوى على الرغم من أن وجود علاقة بين المرض وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ودوره في نمو الورم الأولي في الخلايا الظهارية للقضيب والذي يمكن ان يتطور إلى ورم خبيث في القضيب [هذه العلاقة محل بحث حالياً].
يظل سبب الحزاز المتصلب محل جدال من الناحية العلمية، لكن يُعتقد أن العديد من العوامل تساهم في حدوثه، من بينها العوامل الوراثية واضطراب المناعة (المناعة الذاتية)والعدوى الميكروبية الحوادث بالإضافة إلى العوامل الهرمونية.
أعراض وعلامات الحزاز المتصلب عند الرجال
يمكن أن يكون الحزاز المتصلب بدون أعراض.
قد تكون الأعراض مرتبطة بالتبول والنشاط الجنسي (تصل إلى ألم أثناء الجماع عند الرجال) أو تحدث تلقائيًا بدون جماع.
من المهم معرفة، أن القائمة التالية تشمل جميع الأعراض المسجلة للمرض وليس شرطاً أن تحدث كلها لنفس المريض، بل تختلف من مريض لآخر، فقد تحدث بعض الأعراض ولا تحدث الأخرى وقد تظهر كلها بمرور الوقت.
يجب الاستماع إلى المرضى بعناية وسؤالهم بدقة. تشمل الأعراض:
- حكة وحرقة وألم متوسط في مكان ظهور الحزاز
- نزيف وتشققات وأحياناً تمزق في بعض أنسجة القضيب الخارجية
- بثور، بمعنى ظهور حويصلات ممتلئة بالسائل ثم تنفجر وهكذا
- عسر البول (صعوبة وألم عند التبول)
- التصاقات وندبات بظهر القضيب
- ضيق في القلفة وألم عند الانتصاب
- تنقيط البول (يعني نزول البول لا إرادياً) والرش
- التهابات المسالك البولية
- التهابات فطرية
بالنسبة لعلامات الحزاز المتصلب (كشف الطبيب) فهي يمكن ان تكون ظاهرة أو بعضها غير ظاهر.
يجب فحص المرضى بشكل منهجي ودقيق مع التركيز على القلفة وفتحة التبول والطربوش والقضيب ككل.
لا يكتمل فحص الأعضاء التناسلية الذكرية بدون تقييم كيس الصفن ومحتوياته، والتجاعيد الإربية والعقد الليمفاوية المحيطة والعجان وهامش الشرج وفحص المستقيم في ظل ظروف معينة.
تشمل العلامات ما يلي:
- التهاب على شكل حزاز (شاهد الصور)
- التهاب زونويد
- التهاب القلفة الانسدادي ("الهزال")
- علامات العدوى الفطرية
- محو أو اختفاء الأخدود التاجي
- التصاقات تحت التاجي وتحت القصبة
- فرط إفراز الكيراتين (قشريات)، وانسداد اللجام
- نقص الميلانين مما يؤدي إلى تغيير في لون الجلد والشحوب الشمعي والبقع أو اللوحات التصلبية
- ندبات متكررة
- تمدد الشعيرات الدموية،والتجمعات الدموية
- بثور وتآكل (نادر الحدوث)
- تضييق الفتحة
- تغيير مكان فتحة البول (الإحليل السفلي)
ما مضاعفات الحزاز المتصلب عند الرجال؟
أكثر المضاعفات شيوعًا لهذا المرض هي صعوبة الجماع عند الرجال والمضاعفات الناجمة عن التصلب التدريجي.
تشمل المضاعفات الأخرى ما يلي:
- تضييق القلفة
- انحصار القلفة
- تورم العقد اللمفاوية في القضيب
- الالتهاب الخلوي
- التهاب الغدة القضيبية الكيراتيني
- التهاب قناة مجرى البول وتضييق فتحتها
- احتباس البول
- فشل كلوي
- ورم ما قبل السرطان الظهاري وسرطان القضيب
- ورم ميلانوما للقضيب.
قد يكون السرطان أكثر احتمالًا إذا لم يتم تشخيص الحزاز المتصلب بدقة وفي وقت مبكر ولم يتم علاجه بشكل كافي مما يجعل الاتهاب مستمراً ومزمناً.
حوالي ثلث إلى نصف سرطانات القضيب يكون سببها الحزاز المتصلب بمعدل حدوث يتراوح من 0 إلى 12.5٪؛ ربما يعكس هذا النطاق مدى الوقت الذي يتم فيه التشخيص وفعالية العلاج.
كيف يمكن تشخيص الحزاز المتصلب عند الرجال؟
يتم تشخيص الحزاز المتصلب عند الرجال عادةً بالكشف السريري من خلال تحليل الأعراض الرئيسية (مثل صعوبة الجماع وتنقيط البول) بالإضافة إلى العلامات؛ ويمكن أن توفر منظار الجلد أدلة إضافية لتأكيد التشخيص.
عادة ما تكون العينة غير ضرورية أو مفيدة، لأنه إذا كانت العلامات خفية، فستكون نتيجة العينة بالتأكيد غير محددة.
يمكن أخذ العينة فقط في حالة شك الطبيب في وجود ورم أو ما قبل الورم (Carcinoma in-situ).
التشخيص التفريقي
يُقصد بالتشخيص التفريقي استبعاد الأمراض المشابهة التي يمكن أن تعطي أعراضاً وعلامات قريبة من علامات هذا المرض بهدف الوصول إلى تشخيص دقيق.
تشمل الأمراض المشابهة ما يلي:
- أسباب أخرى لالتهاب الغدة القضيبية مثل العدوى الميكروبية (من المهم ملاحظة أن ظهور الفطريات عند الأعضاء التناسلية للرجال نادر إلا في حالات الحزاز القضيبي المتصلب)
- تسرطن داخل الظهارة القضيبية (ما قبل الورم الخبيث)
- الحزاز المسطح
- الصدفية التناسلية: بما في ذلك التهاب الغدة القضيبية الحلقي، والتي قد تدل على إيجابية HLA B27 والحالات المرتبطة بها
- التهاب الجلد التماسي التحسسي
- الطفح الجلدي الناتج عن الحساسية لبعض الأدوية
- مرض باجيت خارج الثدي (أحد مضاعفات مرض السُل).
خطوات العلاج
يجب أن يتم علاج الحزاز المتصلب من قبل طبيب أمراض جلدية ، وفي بعض الحالات ، من قبل طبيب المسالك البولية أيضًا. يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض ، ومنع التندب والأورام الخبيثة ، والحفاظ على الوظيفة الجنسية والبولية.
العلاج المباشر:
الخط الأول للعلاج هو الكورتيزون الموضعي شديد الفعالية، ويوصف العلاج على شكل كريمات أو جل موضعي لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر.
يمكن استخدام قطعة قطنية لإيصال الكريم إلى داخل فتحات مجرى البول.
إذا كان المريض عانى من قبل من مرض الهربس، يجب إعطاؤه جرعة وقائية من أحد مضادات الفيروسات مثل "أسيكلوفير".
في حالة عدم الاستجابة للعلاج، أو ارتجاع المرض بعد الشفاء، يجب إجراء الطهارة الجراحية.
في حال استمرار أي جزء نسيج متآكل أو تورم احمراري غير مستجيب للعلاج، يجب استبعاد الأورام الخبيثة بأخذ عينة من النسيج وتحليلها.
إجراءات الوقاية
- رعاية البشرة مع تجنب المهيجات الملامسة مثل الصابون والبول و شعر العانة.
- يجب استخدام بديل للصابون للغسيل وكريم حاجز يتم وضعه لتوفير الحماية من ملامسة البول.
- يجب إفراغ مجرى البول بعناية بعد التبول.
- يجب إحالة المرضى إلى طبيب المسالك البولية للأعراض البولية.
- يجب على المرضى الإقلاع عن التدخين.
- يعتبر تحقيق والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم المثالي أمرًا مهمًا.