الصفحة الرئيسية

أسباب وأعراض التهاب العصب الخامس ومكان الألم

تعتبرمتلازمة  العصب الخامس حالة تسبب ألماً شديداً يشبه الصدمة الكهربائية على جانب واحد من الوجه، وينتج هذا الألم الشديد نتيجة تأثر أو التهاب العصب الخامس الذي ينقل الإشارات الحسية من الوجه إلى المخ (الدماغ). 

عند الإصابة بمتلازمة  العصب الخامس، يصبح الوجه حساساً جداً لأي مؤثر عادي، فحتى اللمسة الخفيفة من تنظيف أسنانك أو وضع مكياج يمكن أن تثير نوبة من الألم.
متلازمة التهاب العصب الخامس

تلك المتلازمة يمكن تصنيفها على أنها مرض مزمن، لكن هناك بعض الحلول الجراحية لإنهاء الألم بنسبة تصل إلى 96% كما سيأتي الشرح بالتفصيل.

قد يعاني الأشخاص المصابون بالعصب الخامس في البداية من نوبات قصيرة وخفيفة من الألم، لكن يمكن أن تزداد حالتهم سوءاً مع مرور الوقت، مما يسبب فترات ألم أطول وأكثر تكرارًا. 

متلازمة التهاب العصب الخامس أكثر شيوعاً في النساء والأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين عموماً.

الأعراض والعلامات

يمكن تعريف متلازمة العصب الخامس سريريًا على أنها نوبات متقطعة ونمطية من الألم الحادّ المركز والسطحي أو الألم الشبيه بالطعنات (أو الصدمات الكهربية) في مناطق توزيع واحد أو أكثر من فروع العصب الخامس.

أعراض العصب الثلاثي قد تتضمن واحدة أو أكثر مما يلي:

  • نوبات من الألم الحاد والشديد أو الألم النابض الذي قد يشبه الصدمة الكهربية.
  • نوبة مفاجئة من الألم أو الوجع الذي يبدأ عند لمس الوجه أو عند مضغ الطعام أو عند الكلام أو عند تنظيف الأسنان.
  • حالات من الألم تستمر من عدة ثوانٍ إلى عدة دقائق.
  • تشنجات في الوجه مصاحبة للألم
  • نوبات الألم يمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو شهور أو أكثر. بعض الأشخاص يمرون بفترات خالية من الألم.
  • المناطق التي يشعر فيها المريض بالألم هي تلك التي يغذيها أي من فروع العصب الخامس، وتشمل هذه المناطق الخد والفك والأسنان واللثة أو الشفتين، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتأثر العين والجبين أيضاً.
  • الألم يكون على جانب واحد من الوجه في النوبة الواحدة. نادراً جداً ما يحدث الألم على جانبين في المرة الواحدة، وإذا حدث على الجانبين فغالباً يكون في مرضى التصلب المتعدد أو الأمراض الشبيهة له.
  • يمكن أن يتركز الوجع في نقطة واحدة، أو قد يكون الألم موزعاً بنمط أوسع. 
  • نادراً ما يحدث الألم أثناء النوم.
  • نوبات الألم تصبح أكثر تكراراً وشدةً مع مرور الوقت.

وصف شكل ألم العصب الخامس ومناطق توزيعه

مناطق الإحساس بالألم: تقتصر بدقة على مناطق توزيع أفرع العصب الخامس في الوجه، وعادة ما يشمل الألم الفرعين الثاني والثالث للعصب. ومع ذلك، يحدث التورم العزلي للفرع الأول في أقل من 5 في المئة من المرضى.
مناطق الألم في التهاب العصب الخامس
مناطق الشعور بالألم في التهاب العصب الخامس


شكل نوبات الألم: الألم الناجم عن التهاب العصب الخامس يميل إلى الحدوث على شكل نوبات ويكون أقصى شدة له في أو بالقرب من بدايته. 

يمكن رؤية تشنجات في عضلات الوجه مع الألم الشديد، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى اللقب القديم لهذا المرض، والذي يُعرف بـ "tic douloureux" أي "السكتة المؤلمة".

عادةً ما يُوصف الألم بأنه كهربائي أو مشابه لصدمة كهربائية أو طعنة، يستمر عادة لمدة ثانية واحدة إلى عدة ثوانٍ، ولكن قد يحدث بشكل متكرر، من 0 إلى أكثر من 50 مرة في اليوم. 

فترة الانتعاش تستمر لعدة دقائق وخلالها لا يمكن أن تحدث أي نوبات، وهي شائعة في الكثير من المرضى. 

بعض المرضى الذين يعانون من تلك المتلازمة لفترة طويلة قد يعانون من آلام مستمرة غير محددة المعالم تظهر بين النوبات الكبرى، لكن على عكس المتلازمات العصبية الأخرى، فإن آلام العصب الخامس عادةً لا توقظ المريض من نومه.

● مناطق الإثارة - يعاني معظم مرضى TN تقريبًا من الألم الناجم عن الإثارة [2،27،37،40،41]. تعتبر مناطق الإثارة في توزيع العصب المتضرر شائعة وغالبًا ما تكون قرب الخط الوسطي. غالبًا ما يمكن تحفيز هجوم بلمس خفيف لهذه المناطق، مما يدفع المرضى إلى حماية هذه المناطق [42]. قد يمكن في بعض الأحيان التعرف على مناطق الإثارة خلال الفحص الطبي. من الممكن أن تكون مصادر إثارة هجمات TN تشمل العض والحديث وتنظيف الأسنان والهواء البارد والابتسامة و/أو عبوس.

● أعراض ذاتية - يمكن أن تحدث أعراض ذاتية، عادةً ما تكون خفيفة أو متوسطة الشدة، في ارتباط مع هجمات TN في توزيع الثلاثي V1، بما في ذلك تدمع العيون واحمرار العين وانسكاب الأنف [24،43،44]. وجود ملامح ذاتية، خاصة عندما تكون بارزة أو شديدة، يشير إلى متلازمات الصداع العصبي ذو النمط الأحادي القصير المستمر مع حقن البشرة والدموع.

ما أسباب التهاب العصب الخامس وكيف يحدث؟

انضغاط جذر العصب الخامس هو الآلية الرئيسية لحدوث متلازمة العصب الخامس، بينما الاعتلالات العصبية في جذع المخ تشكل نسبة صغيرة من الحالات.

انضغاط جذور العصب: 
معظم حالات التهاب العصب الخامس تنشأ نتيجة ضغط جذر العصب، عادةً يطون الانضغاط على بُعد بضعة مليمترات من دخول العصب إلى العنقودة العصبية في جذع المخ (حيث تجتمع العُقد العصبية المكونة للعصب). 

يُعتقد أن الضغط الذي يحدث بواسطة حلقة أو تمدد غير طبيعي لxشريان أو وريد (عرق) يشكل 80 إلى 90% من الحالات.

الأسباب الأخرى لمتلازمة العصب الخامس نتيجة الانضغاط تشمل ما يلي:
  • ورم العصب السمعي
  • أورام الأغشية السحائية للمخ (الورم السحائي)
  • التصلب المتعدد
  • الأورام شبه الجلدية
  • أورام أخرى
  • نادرًا: توسع الشريان الكيسي أو التشوه الوريدي الشرياني.


كيف يحدث الالتهاب وكيف تبدأ المتلازمة؟

نقصد بهذا العنوان الآلية التي تجعل انضغاط العصب يؤدي إلى ظهور الأعراض السابق ذكرها. 

الأعراض يبدو أنها مرتبطة بتفكك أو تحلل الغلاف الدهني للعصب (الغمر) في المنطقة المحددة التي يحدث فيها الضغط. 

لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى الآلية التي تنشأ بها الأعراض عندما يتحلل الغلاف المحيط بالعصب.

يُعتقد أن المنطقة التي تفقد غلافها العصبي تبدأ في إرسال نبضات كهربية غير عادية، كما يحدث تداخل بين النبضات الخارجة من الأعصاب التي توصل إشارات الضوء أو الألم في الوجه، مما يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد عند التعرض لأي من تلك المؤثرات.

علاوة على ذلك، يمكن أن تتسبب تلك النبضات أو الإشارات غير العادية في إلغاء تثبيط أعصاب الألم في الوجه، تحديداً في المنطقة المتأثرة.

التصلب اللويحي المتعدد وأورام أو اضطرابات جذع المخ يمكن أيضاً أن تسبب تفكك غلاف العصب الخامس في واحدة أو أكثر من مساراته، وكذلك أورام هيكلية أخرى في ساق الدماغ. 

في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الأورام في الدماغ موجودة قبل سنوات من بدء أعراض متلازمة العصب الخامس، مما يشير إلى دور الالتهاب المزمن أو التحسس المركزي في تطور المتلازمة. 

تم أيضًا ملاحظة ضغط أوعية دموية على العصب في بعض حالات المرضى الذين يعانون من التصلب المتعدد والتهاب العصب الخامس.

التحسس المركزي: تشير الأدلة إلى وجود دور لآليات الألم المركزي، بما في ذلك وجود فترات من الصداع بعد حدوث نوبة مثيرة، وسلاسل من الألم بعد محرك واحد (بمعنى محفز أو مسبب واحد للنوبة)، وفترة زمنية من وقت التحفيز إلى بدء الألم. 

بالإضافة إلى ذلك، تم ملاحظة دليل كهربي على التحسس المركزي لمعالجة الألم في بعض المرضى الذين يعانون من تشنج العصب الخامس والذين يعانون من ألم الوجه المزمن المصاحب.

نسبة انتشار المرض بين الرجال والنساء

متلازمة العصب الخامس هي حالة نادرة تؤثر عادة على الإناث أكثر من الذكور. 

إجمالي انتشار المتلازمة هو أقل من 0.1 في المئة [يعني واحد من كل 1000 شخص]. ومعدل الإصابة السنوي بالمرض يتراوح بين 4 إلى 13 حالة لكل 100,000 شخص. 

على الرغم من انخفاض معدل الإصابة بهذه المتلازمة، إلا أنها من أكثر التهابات الأعصاب التي يُلاحظ حدوثها بين الأشخاص الأكبر سناً. 

ويزداد معدل الإصابة تدريجياً مع التقدم في العمر، حيث تبدأ معظم الحالات التقليدية والحالات مجهولة السبب بعد سن الخمسين، على الرغم من أن الإصابة قد تحدث في العقود الثانية والثالثة من العمر أو في بعض الأحيان نادراً في الأطفال.

وتتراوح نسبة انتشار التهاب العصب الخامس بين الذكور والإناث ما بين 1:1.5 إلى 1:1.7. ويمكن أن يكون هذا التفوق للإناث مرتبطًا بزيادة متوقعة في عمر الإناث مقارنة بالذكور. 

وقد تم الإبلاغ عن حالات نادرة من الإصابة الوراثية، لكن الغالبية العظمى من المرضى يعانون من المرض بشكل عشوائي.

على الرغم من أن البيانات غير متناسقة تمامًا، إلا أن ارتفاع ضغط الدم قد يكون عاملاً خطرًا لظهورالمتلازمة، وهناك أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أن الصداع النصفي يمكن أن يكون عامل خطر للإصابة بمتلازمة التهاب العصب الخامس.

كيف نصل إلى تشخيص متلازمة التهاب العصب الخامس؟

التشخيص السريري (في العيادة) يستند  على السمات السريرية المميزة الموضحة أعلاه، وتتمثل أساساً في نوبات الألم في توزيع العصب الثلاثي. عندما يُشتبه بتشخيص العصب الخامس يجب البحث عن الأسباب الثانوية.

المعايير العالمية لتشخيص الصداع،  الطبعة الثالثة (ICHD-3) للجمعية الدولية لأمراض الصداع تشير إلى ما يلي:

أ) نوبات الألم الحادة المتكررة على جانب واحد من الوجه في توزيع أو أكثر لواحد أو أكثر من فروع العصب الثلاثي، دون انتشار للألم بعيداً، مع تحقيق المعيارين الآخرين ب وج.

ب) الألم يتمتع بجميع السمات التالية:
  • يدوم من جزء من الثانية إلى دقيقتين
  • الألم شديد جداً ويكاد يكون غير محتمل
  • الألم مثل الصدمة الكهربائية أو الطلقات النارية، أو الطعنات، ويكون حاداً.

ج) يتم استثارته بمحفزات عادية بالأساس داخل توزيع العصب المتأثر.

د) لا يمكن تفسيره بشكل أفضل بواسطة تشخيص آخر من الجمعية الدولية لأمراض الصداع (ICHD-3).

تحديد سبب المتلازمة

بالنسبة لجميع المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالعصب الخامس أو أولئك الذين يعانون من نوبات متكررة من الألم محدودة في فرع واحد أو أكثر من فروع العصب الثلاثي ولا يوجد سبب واضح، تكون الآشعة العصبية ضروريةً للمساعدة في تحديد الآلية. 

ليس من الاعتياد استخدام اختبار"الفعل المنعكس للعصب الخامس" في التقييم التشخيصي للعصب الثلاثي، ولكن يمكن أن يكون مفيدًا للمرضى الذين لا يمكن لديهم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وللمرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالعصب الخامس مع كون الرنين المغناطيسي لم يُظهر السبب.
google-playkhamsatmostaqltradent