الخرف (بالإنجليزية: Dementia) هو فقدان القدرة على أداء الوظائف الإدراكية مثل التفكير والتذكر والتقييم المنطقي للأمور، وذلك إلى الحد الذي يؤثر سلباً على الأنشطة اليومية للمريض، بل إن بعض المرضى يفقدون السيطرة على انفعالاتهم وربما تطرأ تغييرات واضحة على شخصياتهم.
وتترواح درجات الخرف من المستوى البسيط في البداية حيث تضعف قدرة المريض على أداء الوظائف، ثم تتطور حتى تصل إلى الدرجة الشديدة للغاية التي يفقد فيها المريض القدرة على أداء أنشطته اليومية الأساسية ويُضطر للاعتماد على الآخرين لمساعدته على العيش.
رغم ارتباط "الخرف" بالتقدم في العمر ورغم أن حوالي 30% من المسنين في عمر 85 سنة أو أكبر يعانون إحدى درجات الخرف، إلا أنه لا يُعتبر جزء طبيعي من الشيخوخة، ويوجد الكثير من الأشخاص الذين يعيشون لأعمار حتى فوق ال90 عاماً دون أن يصابوا بالخرف.
طبياً، يوجد أكثر من نوع للخرف بما في ذلك مرض "ألزهايمر" وسنوضح الفرق بينهما، كما أن الأعراض التي يعانيها كل شخص تختلف طبقاً لنوع الحالة كما سيأتي التوضيح.
ما أعراض وعلامات الخرف؟
تبدأ علامات وأعراض الخرف في الظهور عندما تتوقف بعض الخلايا العصبية في المخ عن العمل فجاةً وتفقد الترابط مع خلايا المخ الأخرى ثم تموت.
في الظروف الطبيعية، يفقد الإنسان بعض الخلايا العصبية كلما تقدم في العمر، لكن معدل فقدان الخلايا العصبية يكون أعلى كثيراً لدى مريض "الخرف"، وبالتالي تظهر الأعراض والعلامات التالية:
- فقدان ذاكرة متكرر
- ضعف القدرة على الحكم في الأمور الحياتية
- التشوش والارتباك
- صعوبة في التحدث وصعوبة في التعبير عن المشاعر والأفكار
- صعوبة في القراءة والكتابة
- يمكن أن يتوه المريض في الحي الذي يعيش فيه أثناء تجوله الاعتيادي
- مشاكل في التعامل بالأموال ودفع الفواتير
- تكرار الأسئلة ونسيان أنه سألها
- استخدام كلمات غريبة غير معتادة لوصف أو تسمية الأشياء العادية المألوفة (مكونات المنزل مثلاً)
- استغراق وقت أطول لإكمال الأنشطة اليومية المعتادة
- فقدان الاهتمام والرغبة في أداء الوظائف والأنشطة اليومية العادية
- نوبات هلوسة أو التعرض لأوهام وأفكار غريبة مثل الشك في كل من حوله وعقدة الاضطهاد أو ما يُعرف بـ "داء جنون العظمة".
- التصرف باندفاع
- عدم مراعاة مشاعر الآخرين
- فقدان الاتزان واضطرابات في الحركة
ما أسباب الخرف؟
من المهم تحديد سبب المرض لأن حوالي 11-14% من أسباب الخرف قابلة للعلاج، كما أن هناك أدوية مثل "دونيبيزيل - donepezil" و"جالانتامين - galantamine" يمكن أن تُبطيء تقدم الخرف.
- خرف الإيدز: حالة نادرة تحدث عندما يصل فيروس الإيدز إلى المخ.
- التعرض لإصابات متكررة في الدماغ مثل الحوادث.
- بعض متلازمات المخ والأعصاب مثل مرض "هنتنجتون" ومرض "كريتزفيلد-يعقوب" ومرض التحبب الفضي المخي.
ما أنواع الخرف المختلفة؟
- مرض "ألزهايمر": هو أكثر أنواع الخرف شيوعاً وانتشاراً بين الكبار. وينشأ داء ألزهايمر نتيجة تغيرات خية تشمل تراكم بعض البروتينات الغريبة تُسمى "اللويحات الأميلويدية" (amyloid plaques) وتشابكات "تاو" (tau tangles).
- الخرف الجبهي-الصدغي: هو نوع نادر من الخرف يحدث في المرضى أصغر من 60 سنة، وينشأ نتيجة تراكم كميات غير طبيعية من بروتينات معينة (tau and TDP-43). والمقصود بالاسم أن الترسبات تحدث في جزء المخ الموجود في منطقة الجبهة ومنطقة الصدغ.
- خرف أجسام "ليوي": هو نوع من الخرف ينشأ نتيجة ترسبات غير طبيعية لبروتين ألفا سينوكلين ويُطلق عليه "أجسام ليوي" (Lewy body dementia).
- الخرف الوعائي: هذا النوع يحدث بسبب اضطرابات تتسبب في تدمير الأوعية الدموية في أجزاء من المخ، او تتسبب في إعاقة وصول الدم والأكسجين إلى تلك الأجزاء.
- الخرف المختلط: وهو مزيج بين نوعين أو أكثر من الأنواع السابق ذكرها. معظم مرضى الخرف لديهم اختلاط بين نوعين أوكثر خصوصاً "ألزهايمر".
كيف يتم تشخيص مرض الخرف؟
- اختبارات الإدراك: هي اختبارات عصبية الهدف منها تقييم القدرة على التفكير والإدراك والذاكرة وحل المسائل الرياضية العادية بالإضافة إلى المهارات اللغوية.
- فحص مستوى الاتزان والاستجابة الحسية للمؤثرات العصبية بالإضافة إلى الأفعال المنعكسة.
- آشعة المخ: الآشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والمسح الذري يمكنهم اكتشاف الأورام والجلطات والاعتلالات الأخرى التي يمكن أن تكون سبباً للخرف.
- التقييم النفسي للمريض: وذلك لاستبعاد الأمراض النفسية مثل الاكتئاب التي يمكن أن تكون سبباً في الخرف.
- رسم المخ الكهربي: أهميته محدودة في التشخيص
- اختبارات الجينات: تُجرى للأغراض البحثية في الأساس.
- دلالات الخرف: أصبح متوفراً في بعض البلدان إجراء تحاليل لقياس نسبة بعض البروتينات المسببة للخرف مثل بروتين "بيتا أميلويد".
أسئلة متكررة وإجاباتها
ما الفرق بين الخرف وألزهايمر؟
الفرق في التصنيف الطبي أن الخرف ليس مرضاً واحداً بل هو مصطلح يطلق على عدد من الأمراض والاعتلالات المخية التي من بينها داء "ألزهايمر"، بمعنى أن مرض ألزهايمر هو نوع فرعي من الخرف. مرض ألزهايمر يحدث لأسباب سبق شرحها أعلاه، لكنه يمثل 60-80% من الاضطرابات في الأوعية الدموية المخية.
كيف نتعامل مع مريض الخرف؟
طبقاً للمراجع الدولية، هذه بعض النصائح المهمة للتعامل مع مريض الخرف: الانتباه إلى لغة الجسد: يجب إضفاء جو إيجابي عند التعامل مع المريض، ليس فقط بالكلام بل بتعبيرات الوجه ولغة الجسد وحدة الصوت، مع الإصغاء إليه وإظهار الاحترام الكامل له. تركيز اهتمام المريض ومنع وسائل التشتيت: عندما تتحدث مع مريض الخرف، حاول دائماً الحد من المشتتات فمثلاً يجب إغلاق التلفاز أو كتم صوته، وإغلاق النوافذ والستائر والأبواب، وذلك للحصول على أكبر قدر من تركيز المريض، مع تعريف نفسك للمريض ومناداته باسمه مع المحافظة على التواصل بالعيون بينكما. قُل ما تريد بوضوح: استخدم كلمات بسيطة ومباشرة لإيصال رسالتك إلى المريض وتكلم ببطء وهدوء دون رفع الصوت. إذا لم يفهم المريض الكلام من المرة الأولى يجب إعادته بنفس الكلمات، فإذا لم يفهم أيضاً فعليك محاولة إعادة صياغة الكلمات. حافظ على استخدام أسماء الأشخاص والأشياء بدلاً من الضمائر (هي، هو، هم، ...) اسأل أسئلة بسيطة وسهلة الإجابة، خصوصاً تلك الأسئلة التي إجابتها "نعم" أو "لا" . حاول أن تكون صبوراً مع المريض وأعطه وقته حتى يستطيع الإجابة على أسئلتك وطلباتك، وحاول أن تراقب حركات جسده وإيماءاته فستتمكن من فهم بعض ما يريد قوله. احرص على تقسيم الأنشطة المطلوبة منه إلى مجموعة خطوات بسيطة تدريجية، مع مساعدته في الأجزاء التي يعجز عن أداءها عندما يغضب المريض أو يتعصب، عليك تغيير الموضوع فوراً وربما تغيير مكان الجلوس والخروج إلى مكان مختلف. لا تحاول أن تجادل المريض وتثبت أنه على خطأ في أمر ما، عليك الاستجابة والتمادي معه حتى في الأمور التي يقولها وهي لم تحدث، لأنه يشعر بها فعلاً دائماً استرجع الذكريات الجميلة معه واحك له عنها، فمعظم مرضى الخرف قد لا يستطيعون تذكر أحداث مر عليها 30 دقيقة، لكنهم يمكن أن يتذكروا أحداث مر عليها 30 سنة مثلاً. ابق على حس الفكاهو والدعابة وحاول إلقاء النكات والمزحات التي يحبها المريض.
هل الخرف هو ألزهايمر؟
يمكننا القول "نعم" إذا عكسنا العبارة، بمعنى أن مرض "ألزهايمر" هو أحد أنواع الخرف، لكن توجد أنواع أخرى ناتجة عن أسباب مختلفة كما سبق الشرح أعلاه.
ما هو مرض الخرف المبكر؟
يُطلق مصطلح "الخرف المبكر" أساساً لوصف الحالات التي يُصاب فيها المرضى بالخرف في عمر أقل من 65 عاماً، وللأسف تم تشخيص حالات مصابة بالخرف في عمر 50 و40 وحتى 30 سنة [مصدر].
والمرض هنا مشابه للمرض في الشيخوخة، لكنه يختلف في تأثيره على حياة المريض لأن الصغار يكونون في أشد الحاجة للصحة لأنهم غالباص ما يكونون عائلين لأسرة.