الصفحة الرئيسية

مرضى السكر وصيام رمضان: الممنوع والمسموح والاحتياطات الطبية

 صيام مريض السكر في رمضان أو في غيره من الشهور من المعضلات التي يكثر الحديث حولها وتكثر الأسئلة حولها سواء من الناحية الطبية أو من الناحية الدينية الشرعية، ولطالما احتاج الفقهاء الدينيين في هكذا مسائل إلى آراء الأطباء لبناء صورة كاملة يطلقون الفتوى على إثرها بعد الرجوع إلى النص الشرعي بالطبع.


بناءاً على ما سبق، فإننا في هذا المقال سنلقي الضوء على الجانب الطبي من مسألة صيام مريض السكر سواء صيام الفرض في شهر رمضان أو الصيام التطوعي (النوافل) مع شرح العوامل التي يجب الرجوع إليها لاتخاذ قرار الصوم من عدمه، والضوابط والاحتياطات الضرورية إذا قرر المريض أن يصوم.

مرضى السكر وصيام رمضان


المضاعفات المتوقع حدوثها عند صيام مريض السكر تشمل 4 مشكل رئيسية، هي:

  1. انخفاض نسبة السكر في الدم
  2. ارتفاع نسبة السكر في الدم
  3. الجفاف
  4. زيادة نسبة حدوث الجلطات
التوصيات الطبية العالمية المحدّثة تقسم مرضى السكر إلى 3 مجموعات من حيث قدرتهم على الصيام كما يأتي التفصيل.

المجموعة الأولى: مرضى ممنوعون تماماً من الصيام

مرضى السكر في هذه المجموعة لا يُسمح لهم بالصيام إطلاقاً لما فيه من خطورة بالغة على حياتهم، ويجب عليهم الالتزام بتعليمات الطبيب، وتشمل هذه المجموعة ما يلي:

  • أي مريض سكر سبق أن أصيب بانخفاض شديد لنسبة الجلوكوز في الدم في الشهور الثلاثة السابقة لشهر رمضان أو الشهر المقرر أن يصوم فيه.
  • أي مريض أصيب بارتفاع نسبة الأحماض الكيتونية في الدم في الشهور الثلاثة السابقة لرمضان.
  • أي مريض تعرض للإصابة بارتفاع حاد في نسبة الجلوكوز (السكر) في الدم (يتجاوز معدل السكر ٥٠٠ مجم/دل) مع زيادة المعدل الأسموزي للدم خلال 3 أشهر سابقة لرمضان.
  • المريض الذي يتعرض لنوبات متكررة من انخفاض سكر الدم.
  • المرضى الذين يعانون فقدان الإحساس بأعراض نقص السكر في الدم.
  • مرضى النوع الأول من السكر غير المنتظمين، ويُتعرف عليهم بأن معدل السكر التراكمي لديهم يزيد عن 7%.
  • أي مريض سكر يعاني في الوقت نفسه من أي مرض حاد (كورونا مثلاً).
  • النساء الحوامل الذين يُعالجون بالإنسولين أو بالأقراص من مشتقات السلفونيليوريا.
  • مرضى السكر الذين يُعالجون من الفشل الكلوي (المرحلة الرابعة والخامسة) والذين يعالجون بغسيل الكلى.
  • مرضى السكر الذين يعانون أمراض قصور الشرايين التاجية في المراحل المتقدمة أو جلطات القلب أو جلطات المخ أو انسداد شرايين الأطراف.
  • كبار السن والذين يعانون اعتلال الصحة العامة.

المجموعة الثانية: ممنوعون نسبياً من الصيام (خطورة متوسطة)

الأفراد في المجموعة الثانية ليسوا على نفس درجة خطورة صيام الأفراد في المجموعة الأولى، لكنهم أيضاً يُنصحون بعدم الصيام واتباع تعليمات الطبيب المعالج لأن هذا أفضل لهم من الناحية الطبية.


تشمل هذه المجموعة كلاً مما يلي:

  • مرضى النوع الثاني من السكري غير المنتظمين، ويتم تعريفهم بارتفاع معدل السكر التراكمي لديهم بأكثر من 7%.
  • مرضى النوع الأول من السكري المنتظمين بالعلاج.
  • مرضى النوع الثاني من السكر الذين يوصف لهم علاج بحقنتين أو أكثر من الإنسولين يومياً.
  • مريضات سكر الحمل اللائي يُعالجن بالحمية الغذائية (نظام غذائي صحي) أو بالأقراص.
  • أصحاب أمراض الكلى من المرحلة الثالثة.
  • مرضى السكر المصابين بأمراض القلب والشرايين لكن حالتهم الصحية مستقرة.
  • أصحاب الأمراض الأخرى المصاحبة لمرض السكر.
  • مرضى السكر الذين يبذلون مجهوداً بدنياً شاقاً.
  • المرضى الذين يتلقون علاجاً بأدوية تؤثر سلباً على قدرتهم على التركيز والذاكرة ووظائف المخ.
يمكن لمرضى المجموعة الثانية أن يصوموا بعض الأيام لكن بحذر شديد ومتابعة مع الطبيب المعالج، لكن الأفضل لهم طبياً هو عدم الصيام على الإطلاق.

المجموعة الثالثة: مسموح لهم بالصيام باستشارة الطبيب المعالج

تشمل تلك المجموعة الأفراد من مرضى السكر الذين يمكن أن يصوموا لكن بشرط أساسي وهو استشارة الطبيب المعالج قبل الصيام وزيارته في العيادة للفحص الجيد قبل أخذ القرار، وعليهم الالتزام بتعليمات الطبيب إذا رفض السماح لهم بالصوم.

تشمل تلك المجموعة كلاً من:
  • مرضى النوع الثاني من السكر المنتظمين (السكر منضبط في الحدود المعقولة)، ويُتعرف عليهم بأن يكون معدل السكر التراكمي لديهم أقل من 7%.
  • مرضى النوع الثاني من السكر الموصوف لهم الحمية الغذائية والرياضة فقط كعلاج.
يمكن لمرضى السكر من النوع الثاني المنتظمين والموصوف لهم أدوية لعلاج ارتفاع السكر أن يُحسبوا ضمن هذه المجموعة أيضاً إذا كانت الأدوية الموصوفة لهم من بين ما يلي:
  • مشتقات الميتفورمين: مثل جلوكوفاج وسيدوفاج بدون تعديل في الجرعات
  • منتجات السلفونيليوريا، مع ضرورة تعديل الجرعة عن طريق متخصص في السكر
  • جميع أدوية علاج السكر التي تؤخذ عن طريق الفم بدون تعديل في الجرعة
  • حقن علاج السكر غير الإنسولين مثل ڤيكتوزا وتروليسيتي بدون تعديل في الجرعة
  • فقط الإنسولين طويل المفعول مع الحبوب وبدون إنسولين قصير المفعول مع إحتمال تعديل جرعة الانسولين بمعرفة متخصص في السكر.

احتياطات الصيام في المجموعة الثالثة

في حال إصرار المريض من المجموعة الثالثة على صوم رمضان أو النوافل الأخرى، فإنه مُلزم باتباع التعليمات والاحتياطات التالية:

  • أن يتلقى تدريباً كاملاً على التعامل مع اضطرابات السكر وكيفية علاج وضبط سكر الدم
  • أن يتابع الحالة الصحية العامة ومضاعفات مرض السكر مع الطبيب المعالج
  • يجب فحص سكر الدم أكثر من مرة يومياً، وبالأخص الفترة بين الظهر والمغرب لأن السكر ينخفض غالباً في تلك الفترة، وفي فترة بعد الإطار والسحور لأنها الفترة التي يرتفع فيها معدل سكر الدم كثيراً.
  • تعديل جرعات ومواعيد أدوية السكر بمعاونة الطبيب المعالج خاصةً الانسولين ومنتجات السلفونيليوريا لتجنب الانخفاض الشديد للسكر في الدم.
  • الاستعداد فوراً للإفطار إذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر في الدم أو إذا كان معدل السكر في أى لحظة أقل من ٧٠ مج/دل.
  • في حالة انخفاض السكر عن ٩٠ مج/ دل، ينصح بتكرار قياس السكر مرات عديدة حتى موعد الإفطار مع الإفطار فوراً إذا انخفض معدل السكر عن ٧٠ مج/مل.
  • في حال تكرار اضطرابات مستوى السكر في الدم (الارتفاع والانخفاض)، يجب الامتناع عن الصوم والأخذ برخصة الإفطار.
  • يجب شُرب كميات كبيرة من المياه بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف في نهار رمضان.
  • الإفطار يكون بالماء وتمرة أو اثنتين فقط، ثم القيام للصلاة مثلاً والعودة بعد ذلك لاستكمال الوجبة.
google-playkhamsatmostaqltradent