مع توالي الأخبار عن الأبحاث التي تُجرى في العديد من الدول لإيجاد علاج نهائي يحقق الشفاء من مرض السكر تماماً، ما زالت النتائج النهائية لم تظهر بعد ولم يحصل أي عقار على الموافقة النهائية.
بالنسبة للنوع الأول من مرض السكر، فإنه حتى الآن لم يظهر علاج مؤكد للتخلص منه نهائياً، ونقصد هنا التخلص من سبب المرض وبالتالي عدم اضطرار المرضى لتعاطي الإنسولين بصفة مستمرة.
وبالنسبة للنوع الثاني، فهو مثله مثل النوع الأول من حيث العلاج النهائي لكن بعض الأبحاث باتت تشير إلى وجود حالات شُفيت منه عن طريق الالتزام بالعادات الغذائية الصحية وممارسة الرياضة وتغيير نمط الحياة.
اقتراب الوصول لحل نهائي للشفاء من النوع الثاني من السكر
يقول معهد أبحاث السكر البريطاني إنه بفضل التمويل الذي حصلوا عليه مؤخراً لأجل تطوير منظومة علاجية للشفاء التام من النوع الثاني من مرض السكري، فإنهم على مشارف الوصول إلى الهدف.
ويقول المعهد إن باحثيه يعملون حالياً على اختبار أسلوب علاجي جديد يعتمد على نظام غذائي دقيق بتقليل السكريات واعتماد عناصر غذائية معينة بهدف إعادة مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي لدى مرضى النوع الثاني.
ويعوّل الباحثون على النظام الغذائي الجديد الذي أطلقوا عليه اسم "DiRECT" وهو اختصار لجملة "Diabetes Remission Clinical Trial" التي تعني "التجارب السريرية لتثبيط السكر".
ويتوقع العلماء نجاح المشروع وتحقيقه نتائج ثورية بحسب وصفهم، حيث أعلنوا أنهم توصلوا إلى نتائج مثيرة من التجارب السريرية وبدء تطبيق النظام في بعض مناطق إنجلترا واسكتلندا [مصدر].
هل يوجد علاج للشفاء من النوع الأول من السكر؟
في النوع الأول من السكري، يحدث اضطراب في الجهاز المناعي، فتتكون أجسام مضادة ضد خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين فتتوقف تلك الخلايا عن تصنيع الإنسولين.
لذلك، فإن الأبحاث حالياً تعمل على إيجاد علاج مناعي يستهدف الأجسام المضادة التي ينتجها -بالخطأ- جهاز المناعة، ليمنعها من تدمير خلايا البنكرياس وبالتالي يستعيد البنكرياس وظيفته في تصنيع هرمون الإنسولين.
تقنية زراعة خلايا بنكرياس سليمة قادرة على إنتاج إنسولين ما زالت تحت البحث، وللأسف حققت تجاربها الأولية فشلاص سريعاً بسبب رد الفعل المناعي للجسم كما هو متوقع.
زراعة البنكرياس المغلف
للتغلب على مشكلة الرفض المناعي عند زراعة خلايا البنكرياس، يعمل الباحثون في معهد أبحاث السكر في الولايات المتحدة الأمريكية على إنتاج "بنكرياس معدّل ومغلف" بحيث يتفادى الأجسام المناعية المضادة.
وتكمن الفكرة في تغطية البنكرياس المزروع بكبسولة خاملة تجعله بعيداً عن تأثير الأجسام المضادة المناعية، ويتم زراعته في الغشاء البريتوني للبطن.
يقول العلماء القائمون على تلك التقنية إن التجربة الأولى لهذا الجهاز نجحت بالفعل وإن أول مريض "أوروبي" تم زراعة هذا الجهاز في بطنه لم يعد بحاجة إلى حقن الإنسولين بعد [مصدر].
الخلاصة
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي للشفاء من مرض السكر سواء النوع الأول أو النوع الثاني، وكل العلاجات التي يُعلن عنها ما زالت قيد التجربة ولم تحصل على الموافقات بعد.
ربما يكون هناك جزء اقتصادي أسود في الموضوع وهو رغبة الشركات المنتجة للإنسولين في عدم ظهور علاج بديل نهائي يقضي على تجارتهم وبالتالي ينفقون على الأبحاث المضادة، لكن لا دليل ملموس ضدهم حتى الآن.