يعتبر الصداع النصفي "الشقيقة" أحد الأمراض الآخذة في الظهور بشكل متزايد في العصر الحديث، لكن هناك نوعاً من مشتقات الصداع النصفي يطلق عليه طبياً "الصداع النصفي الدواري" أو "الدوار المرتبط بالصداع النصفي" أو الصداع النصفي الدهليزي (بالإنجليزية: Vestibular migraine or Migrainous vertigo).
ما هو الصداع النصفي الدهليزي؟
يُشار إليه أيضًا باسم الدوار المصحوب بالصداع النصفي ، والدوخة المرتبطة بالصداع النصفي أو الصداع النصفي مع دوار بارز، هو نوع من الصداع النصفي يعاني فيه الأشخاص من مزيج من الدوار والدوخة أو اضطرابات الاتزان مع أعراض الصداع النصفي المعروفة.الأعراض
عادةً ما يرتبط الصداع النصفي بمجموعة من الأعراض النمطية إلى جانب الصداع بما في ذلك ما يلي:- الشعور بالغثيان (غممان النفس) و/ أو التقيؤ (الترجيع)
- حساسية للضوء (الخوف من الضوء)
- حساسية للصوت (الخوف من الصوت)
- حساسية للحركة (بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تجعل التمارين الرياضية الصداع أسوأ).
ومع ذلك ، هناك أعراض أخرى للصداع النصفي غير مدرجة في المعايير العالمية الموحدة للتشخيص (على الرغم من أنها شائعة). وتشمل تلك الأعراض ما يلي:
- إحساس بالحركة (الدوار)
- حساسية للروائح (رهاب الشم)
- الضوء يسبب الألم وليس فقط الحساسية (حساسية الضوء)
- حساسية لللمس على الرأس أو الوجه (حساسية الجمجمة).
ما هو الدوار؟
يمكن تعريف الدوار على أنه إحساس بالحركة غير الطبيعية. بالنسبة لبعض الأشخاص، يتم وصفه على أن "الدنيا تدور من حولي"، مع عدم القدرة على ضبط الاتزان [الدوار الخارجي]، بينما بالنسبة للآخرين فهو إحساس بالاهتزاز (الدوار الداخلي).أفضل طريقة للتفريق بينهما هي سؤال المريض ما إذا كان العالم هو الذي يتحرك أم أنت الذي تتحرك؟
يمكن أن يحدث الدوار تلقائياً وفجأةً ويمكن أن يكون محفزاً أيضا بأي تغيير لوضعية الجسم (الوقوف أو الاستلقاء مثلاً) بالإضافة إلى حركة الرأسويمكن أن ينشأ الدوار نتيجة التعرض لمؤثرات بصرية معينة.
يمكن أن يكون الدوار شديد الإعاقة (يُعيق المريض عن العمل وعن أداء انشطته العادية) وبارزاً جداً أثناء الصداع النصفي. هذا هو السبب في أن الصداع النصفي الدهليزي له فئة خاصة به في التصنيف الدولي لاضطرابات الصداع.
التشخيص
يجب فحص الأشخاص الذين يعانون أعراض الصداع النصفي الدهليزي بواسطة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة وفي بعض الحالات يتطلب الفحص طبيب أمراض عصبية.طبقاً لمعايير التصنيف العالمي لاضطرابات الصداع - الإصدار الثالث (ICHD-3)، يتطلب تشخيص الصداع النصفي الدهليزي ما يلي:
- على الأقل 5 نوبات من الدوار المرتبط بالصداع النصفي المعتاد
- تاريخ مرضي حالي أو سابق للصداع النصفي
- أعراض دهليز الأذن (الدوار أو الدوخة) تستمر بين 5 دقائق و 72 ساعة
- نوبات صداع نصفي أو أعراض أخرى مرتبطة بالصداع في نصف عدد النوبات على الأقل.
كما هو موضح في معايير التشخيص، قد يختلف طول نوبات الدوار أو "نوبات الدوخة" باختلاف المرضى.
بالنسبة للكثير من الناس، تستمر هذه الأعراض لساعات وعدد أقل من المرضى يقولون أن نوبات الدوار لديهم قد تستمر دقائق أو أيام، بينما تقول قلة من المرضى أن الأعراض تستمر لبضع ثوان فقط.
قد يحتاج أخصائي الأنف والأذن لاستبعاد الاضطرابات الأخرى الخاصة بدهليز الأذن (الأذن الداخلية).
يجب أن تكون اختبارات وظائف الأذن الداخلية الخاصة بدهليز الأذن (يُطلق عليها أحياناً "اختبارات الاتزان")، يجب أن تكون ضمن المعدلات الطبيعية، لأنه إذا ظهرت بها اضطرابات فقد يكون التشخيص مختلفاً وقد يكون هناك مرض آخر مثل "داء منيير".
قد يحتاج أخصائي الأنف والأذن لاستبعاد الاضطرابات الأخرى الخاصة بدهليز الأذن (الأذن الداخلية).
يجب أن تكون اختبارات وظائف الأذن الداخلية الخاصة بدهليز الأذن (يُطلق عليها أحياناً "اختبارات الاتزان")، يجب أن تكون ضمن المعدلات الطبيعية، لأنه إذا ظهرت بها اضطرابات فقد يكون التشخيص مختلفاً وقد يكون هناك مرض آخر مثل "داء منيير".
خيارات علاج الصداع النصفي الدهليزي
يشبه علاج الصداع النصفي الدهليزي علاج أنواع أخرى من الصداع النصفي، مع التركيز بشكل خاص على الأدوية التي توصف للوقاية من نوبات الصداع النصفي مثل "أميتريبتلين" amitriptyline و"بروبرانولول" propranolol و"كانديسارتان" candesartan و"فلوناريزين" Flunarizine.بالنسبة للنوبات الحادة من الصداع المصحوب بالدوار فإنها تُعامل معاملة نوبات الصداع النصفي العادي في العلاج المبدئي مثل مشتقات "تريبتان" (triptans) الخاصة لعلاج الشقيقة.
يمكن أيضاً استخدام مسكنات أخرى مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بروفين، كاتافلام، إلخ) أو مشتقات أسيتامينوفين مثل "بانادول" أو "أدول" أو بدائلهم.
يوصى بعدم تعاطي المواد الأفيونية (المسكنات المخدرة) أثناء نوبات الدوار المصحوب بالشقيقة.
بعض الحالات قد تحتاج إلى مضادات قيء مثل حقن "دانست" (المادة الفعالة: أوندانسيترون)، أو أقراص موتينورم (دومبريدون).
كيف يستبعد الطبيب الأمراض المشابهة؟
من المحتمل أن يطلب طبيبك إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي على المخ لاستبعاد الأسباب المركزية أو إجراء اختبارات السمع والاتزان لاستبعاد مشاكل الأذن الوسطى والداخلية.
الأمراض المشابهة تشمل:
- داء منيير: قبل أن تشعر بالدوار، عادة ما تشعر بامتلاء أوالاحتقان أو الألم. أثناء النوبة تشعر بطنين في إحدى أذنيك أو كلتاهما، أو قد تفقد السمع. هذا لا يحدث عادة مع الصداع الدهليزي.
- الجلطات الدماغية: إلى جانب الدوار، قد تعاني أيضًا من خدر وضعف عضلي وصعوبة في الكلام، وأعراض أخرى للجلطة الدماغية. إذا كان لديك أي من هذه الأعراض أو إذا كان لديك دوار جديد لم يتم تشخيصه سُنصح بزيارة الطبيب في أسرع وقت.