الصفحة الرئيسية

سرطان الحنجرة: أسباب، أعراض، تشخيص، مراحل وعلاج

ما هو سرطان الحنجرة؟ (بالإنجليزية: Cancer larynx أو laryngeal carcinoma) هو نوع من أنواع الأورام الخبيثة في الحلق يصيب الحنجرة والأحبال الصوتية ويتسبب بدايةً في صعوبة الكلام وإذا لم يتم علاجه مبكراً فإنه ينتشر لأعضاء أخرى ويُسبب أعراضاً أخطر، ويُعتبر التدخين وتناول الكحوليات هما العاملان الأساسيان اللذان يمهدان لحدوث الورم الخبيث في الحنجرة.


والحنجرة هي جزء من الحلق وتقع بين قاعدة اللسان والقصبة الهوائية وتحتوي الحنجرة الأحبال الصوتية المسئولة عن تطوير الصوت، وتنقسم الحنجرة إلى 3 أجزاء كما بالصورة وهي الأجزاء التي يمكن أن يبدأ منها سرطان الحنجرة.
تشريح الحنجرة وأماكن خروج سرطان الحنجرة
تشريح الحنجرة وأماكن خروج سرطان الحنجرة

حوالي 98% من حالات سرطان الحنجرة تحدث في الجزأين الأول والثاني (لحمة الحنجرة ولسان المزمار أو الأحبال الصوتية) مع كون سرطان الأحبال الصوتية هو الأكثر حدوثاً ونسبة حدوثه هي 3 أضعاف لُحمة الحنجرة.

ما أعراض سرطان الحنجرة؟

من السهل التعرف على أعراض الورم الخبيث في الحنجرة بواسطة الطبيب، ثم تأكيد التشخيص بالكشف والفحوصات الأخرى، كما أن تلك الأعراض قد تشترك مع أمراض أخرى، لكنك يجب أن تقلق وتذهب للطبيب في حال استمر أحد تلك الأعراض لفترة طويلة تزيد عن أسبوع، والأعراض هي:

  •  بحة الصوت (غلظة لم تكن موجودة من قبل)
  • كحة شديدة مستمرة
  • صعوبة في التنفس
  • كحة مدممة (ظهور دم في البلغم أو مع الكحة)
  • ألم في العنق
  • آلام في الأذنين
  • آلام الحلق
  • صعوبة في بلع الطعام و"شرقة" مستمرة
  • ظهور تورّم في الرقبة وقد تظهر "كلكوعة" واضحة أيضاً
  • فقدان الوزن بشكل مفاجيء
  • رائحة نفس كريهة

ما أسباب سرطان الحنجرة؟

كما ذكرنا، فإن التدخين هو السبب الأول والأبرز لحدوث الطفرات ا لتي تؤدي لنمو الخلايا السرطانية في الحنجرة والأحبال الصوتية إذ يمثل التدخين حوالي 70-95% من حالات سرطان الحنجرة.

 لكن بعض العوامل والأسباب الأخرى أيضاً تساهم في زيادة نسبة الحدوث مثل:

  • تناول الكحوليات بإفراط (السبب الثاني بعد التدخين)
  • تدخين الحشيش والماريجوانا يلعب دوراً في حالات أورام الحنجرة الخبيثة في الشباب
  • سوء التغذية 
  • التعرض لفيروس الورم الحليمي البشري
  • بعض الاضطرابات المناعية
  • العمل في مكان يُعرضك لاستنشاق السموم مثل "الأسبستوس" والدهانات وأدخنة البنزين والسولار والجاز
  • بعض الحالات الجينية الوراثية مثل "أنيميا فانكوني"
  • التقدم في العمر
يُقصد بسوء التغذية هنا قلة تناول الخضروات خصوصاً النباتات الخضراء المورقة، بالإضافة إلى تناول أطعمة غنية بالدهون واللحوم المحفوظة بالملح.

تمثل حالات سرطان الحنجرة نقريباً ثلث عدد حالات سرطانات الرأس والعنق، وهو يُصيب الرجال بنسبة أكبر كثيراً من النساء، ومتوسط عمر المرضى حوالي 65 سنة.

متى تشك في الإصابة بسرطان الحنجرة؟

يزداد شك طبيب الأنف والأذن والحنجرة في وجود ورم خبيث في الحنجرة إذا جاءه المريض في الحالات التالية:

  • مريض مدخن شَرِه (يُدخن كميات كبيرة من التبغ يومياً منذ فترة طويلة)
  • المريض عمره أكبر من 40 سنة
  • وجود بحة وخشونة في الصوت مستمرة لأكثر من 3 أسابيع
  • وجود صعوبة وألم في بلع الطعام
  • وجود تضخم في الغدد الليمفاوية في الرقبة
  • إحساس المريض بوجود كتلة في حلقه لمدة طويلة
إذا شك الطبيب في بعض الأعراض لديك، سيفحص الحنجرة بالمنظار، وإذا شاهد بالمنظار شيئاً غريباً أو مثيراً للشك، فإنه سيطلب منك أخذ عينة من الورم لفحصها في معامل الباثولوجيا.

الفحوصات والآشعة ليست مستخدمة بكثرة في التشخيص، لكنها مفيدة في تحديد مراحل الورم وهل انتشر في أجزاء أخرى من الجسم أم لم ينتشر، ويتم ذلك عن طريق الآشعة المقطعية أو آشعة الرنين المغناطيسي.

الفحوصات المحتمل أن يطلبها الطبيب تشمل آشعة مقطعية بالصبغة على الرقبة والصبغة هنا مهمة لإظهار وتحديد الورم.
آشعة مقطعية بالصبغة على الرقبة تظهر سرطان الحنجرة
آشعة مقطعية بالصبغة على الرقبة تظهر سرطان الحنجرة الواصل حتى أطراف الغدة الدرقية

منظار الحنجرة المرن يعطي صورة تشخيصية كاملة وواضحة، ويمكن استخدامه لأخذ عينة من الورم وتحليلها في معمل باثولجي لتأكيد التشخيص بنسبة 100%.
منظار مرن يوضح سرطان الحنجرة
منظار مرن يُظهر كتلة غريبة (ورم خبيث) - سرطان الحنجرة

مراحل سرطان الحنجرة

الخطوة التالية للتشخيص هي تحديد مرحلة الورم الخبيث ونسبة انتشاره، وفي هذا النوع من السرطانات يستخدم الأطباء تصنيف TNM المعتمد لتحديد مراحل الورم، وتفسيره كالتالي:

  • حرف T: يرمز إلى حجم الورم الأساسي وما إذا كان قد انتشر لأعضاء مجاورة
  • حرف N: يرمز إلى الغدد الليمفاوية وانتشار الورم إليها
  • حرف M: يرمز إلى انتشار الورم إلى أعضاء أخرى بعيدة في الجسم
وحسب درجة الانتشار وحجم الورم فإن التصنيف يكون كالتالي:

  • Tis: ورم محتمل (تغير في شكل وخواص الخلايا لكنها لم تتحول لسرطان بعد)
  • T1: ورم سرطاني يشمل جزء واحد في الحنجرة وتنقسم إلى T1a في حال شملت حبلاً صوتياً واحداً، وT1b إذا شمل الورم الحبلين الصوتيين.
  • T2: ورم سرطاني يشمل منطقتين في الحنجرة.
  • T3: شلل الحبل الصوتي وعدم حركته
  • T4: امتداد الورم السرطاني خارج الحنجرة


  • N0: الورم لم يمتد لأي غدد ليمفاوية
  • N1: الورم امتد لغدة ليمفاوية واحدة على نفس ناحية السرطان وحجمها أقل من أو يساوي 3 سم
  • N2a: الورم امتد لغدة ليمفاوية واحدة على نفس ناحية السرطان وحجمها أكبر من 3 سم لكنه أقل من أو يساوي 6 سم
  • N2b: امتداد السرطان إلى أكثر من غدة لميفاوية على نفس الجانب وكلها أقل من 6 سم
  • N2c: امتداد الورم إلى غدد ليمفاوية متعددة على الجانبين وحجمهم أقل أو يساوي 6 سم
  • N3: انتشار الورم إلى غدة ليمفاوية واحدة أو أكثر وحجمها أكبر من 6 سم


  • M0: لا يوجد دليل على حدوث انتشار في أعضاء بعيدة مثل الكبد والرئة 
  • M1: إثبات حدوث انتشار لأحد الأعضاء البعيدة.

طبقاً لجمعية السرطان الأمريكية، فإن سرطان الحنجرة في الأغلب ينتشر إلى الرئة، وتزداد نسبة الشفاء كلما كان الورم صغيراً، وتقل نسبة الشفاء والحياة لمدة 5 سنوات أو أكثر كلما انتشر المرض إلى أعضاء أخرى أو غدد ليمفاوية بعيدة.

ما خيارات علاج سرطان الحنجرة؟

تعتمد خطة العلاج على المرحلة التي وصل إليها الورم.

سرطانات الحنجرة التي تُتكتشف مبكراً تكون نسبة شفاءها عالية ويمكن أن يخرج المريض منها سليماً تماماً وتقترب نسب الشفاء من 90% للمرحلة الأولى T1.

أ. في حال اكتشاف الورم مبكراً في مرحلة Tis:

  • يتم استئصال الخلايا السرطانية، وتنظيف الأحبال الصوتية (تعرية/stripping) 
  • متابعة متكررة وأخذ عينة جديدة بعد 6-12 أسبوع وتحليلها من جديد
  • لا يُنصح بالعلاج الإشعاعي في هذه الحالة
ب. في مرحلة T1:
  • علاج إشعاعي
  • جراحة ميكروسكوبية بالليزر عبر منظار الحنجرة المتطور
  • استئصال جزئي للحنجرة وللأحبال الصوتية ويكون رأسياً أو أفقياً حسب الحالة
  • في حال كان الورم تحت الحنجرة، يتم عمل استئصال كامل للحنجرة أو العلاج بالإشعاع
ج. في مرحلة T2:
نفس علاج T1 تقريباً، لكن في بعض الحالات يتم عمل استئصال الغضروف الحلقي.

د. في مرحلة T3:
  • استئصال كامل للحنجرة وقد يتبعه علاج كيماوي أو لا حسب تقرير الطبيب 
  • استصال الغضروف الحلقي في بعض الحالات المختارة
  • علاج إشعاعي وكيماوي
هـ. في مرحلة T4: 
  • يتم عمل استئصال كامل للحنجرة وغالباً يصاحبه استئصال الغدة الدرقية ثم يتبعه دورة علاج إشعاعي وعلاج كيماوي

هل سرطان الحنجرة قاتل ومميت؟

يتم حساب خطورة الورم السرطاني في أوساط طب الأورام بما يُسمى "متوسط النجاة ل 5 سنوات" وهو يعني نسبة مرضى السرطان الذين يعيشون لخمس سنوات أو أكثر بعد علاجهم من المرض.

في حالة سرطان الحنجرة يمكن عرض متوسط نسبة النجاة ل5 سنوات أو أكثر طبقاً للمرحلة التي تم تشخيص الورم فيها ونستخدم هنا نظام تقسيم المراحل البسيط، والتقسيم كالتالي:

مرحلة الورم نسبة العيش لمدة 5 سنوات أو أكثر
الورم المحدود 61% وتصل إلى 83% في حالة سرطان الأحبال الصوتية
الورم المنتشر للأعضاء المجاورة فقط 47%
الورم المنتشر عبر الدم والأوعية الليمفاوية 31%
جميع مراحل الورم مجتمعةً 46% وتصل إلى 76% في حالة سرطان الأحبال الصوتية


نسبة نجاح العلاج وعملية استئصال الحنجرة

  • الحالات التي تُكتشف مبكراً تكون نسبة الشفاء فيها عالية جداً
  • السرطان الذي يُصيب الحنجرة نفسها مباشرةً هو صاحب أعلى نسبة نجاح والتي تصل إلى 90% لأنه دائماً تحدث له أعراض مبكرة ويُكتشف مبكراً، كما أنه لا يُسبب انتشاراً للغدد الليمفاوية.

أسئلة متكررة وإجاباتها

1. هل سرطان الحنجرة خطير؟

يمكن القول أن الورم الخبيث في الحلق أو الحنجرة ينطبق عليه وصف "الخطير" فقط في حال تأخر اكتشافه (أورام الجزء السفلي من الحنجرة خصوصاً)، ورغم ذلك فإن رحمة الله موجودة دائماً وتوجد علاجات ناجحة له حتى في المراحل المتأخرة.

أما في حال اكتشاف الورم مبكراً (حالات سرطان الأحبال الصوتية [لسان المزمار]) فإن الورم لا يصبح خطيراً بتلك الدرجة حيث يمكن استئصاله تماماً مع الحفاظ على الأحبال الصوتية ونبرة الصوت العادية.

2. ما الأعراض المبكرة لسرطان الحنجرة؟

الأعراض المبكرة تظهر غالباً في حالة نمو السرطان في الجزء الأوسط من الحنجرة (المزمار والأحبال الصوتية)، وتلك ميزة مهمة تجعل اكتشافه سهلاً ومبكراً وعلاجه أسهل كثيراً.

أهم تلك الأعراض هو تغير حدة الصوت وحدوث بحة شديدة أو غلظة وبعدها "الغصة" أو صعوبة البلع.

3. كيف يظهر شكل سرطان الحلق والحنجرة؟

كما يظهر في الصور أعلاه، لا يمكن مشاهدة الورم الخبيث أو الحميد في الحنجرة إلا من خلال المنظار أو عبر الآشعة المقطعية بالصبغة، ويكون شكل السرطان كما في الصورة التالية:
شكل سرطان الحلق والحنجرة
شكل سرطان الحلق والحنجرة

4. كم يعيش مريض سرطان الحنجرة؟
 
لا يمكن تحديد عدد السنوات التي يتوقع أن يعيشها مريض الورم الخبيث في الحنجرة فهذا خارج قدرة البشر، لكن هناك احتمالات ونسب شفاء ونجاء لأكثر من 5 سنوات تم عرضها في الجدول أعلاه.
 
5. ما مضاعفات الورم الخبيث في الحنجرة؟
 
تحدث بعض من المضاعفات الخطيرة خصوصاً في الحالات المتأخرة من الورم الخبيث التي تأخر علاجها مثل:
  • انسداد مجرى الهواء والتنفس نتيجة تضخم الورم وضغطه على القصبة الهوائية
  • حدوث تشوهات في شكل الرقبة أو الوجه بشكل عام في حالة امتداد الورم الخبيث إلى الأعضاء المجاورة
  • فقدان القدرة على الكلام وصعوبة في إصدار أي أصوات
  • الانتشار عبر الدم والأوعية الليمفاوية إلى الأعضاء البعيدة مثل الرئة والمخ والكبد ونخاع العظام والعظام
  • نسبة قليلة من المرضى (حوالي 5%) يفقدون القدرة على بلع الطعام تماماً، ويحتاجون إلى تركيب أنبوب تغذية
google-playkhamsatmostaqltradent