الصفحة الرئيسية

تكيس المبايض: أسباب، أعراض، علاج ولماذا يسبب العقم

مرض متلازمة  تكيُّس المبايض هو اضطراب هرموني  يُصيب المبيض في حوالي 7-10% من النساء في سن التبويض ( من 15 وحتى 45 سنة) وهو أهم سبب للعقم أو ضعف الخصوبة لدى النساء بسبب تأثيره على إنتاج المبيض للبويضات الصالحة للتلقيح، وهو يحدث نتيجة لزيادة نسبة هرمون الذكورة لدى الأنثى مما يؤثر على أداء المبيض لوظيفته.
 

يتسبب مرض تكيس المبايض أيضاً في نمو الشعر في الوجه وأجزاء أخرى من جسم الأنثى بخلاف النمو الطبيعي، بالإضافة إلى حدوث صلع (قلة كثافة شعر الرأس لدى الأنثى)، ويُمكن أن يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بأمراض أخرى مثل السكري (النوع الثاني) وأمراض القلب، لكن نسبة كبيرة من النساء تُصاب بتكيس المبيض ولا تُشخص (حوالي 70%).

 

تكيس المبايض

ما أسباب تكيس المبايض؟

حتى الآن لم يتم التأكد من الأسباب الحقيقية لحدوث متلازمة تكيسات المبيض، لكن توجد بعض الفرضيات النظرية التي تُفسر ظهور أعراض هذا المرض كما يأتي الشرح.

 

  • زيادة نسبة هرمون الذكورة لدى الأنثى تمنع المبايض من إنتاج هرمونات الأنوثة وتُضعِف تكون البويضات
  • الجينات: تُظهر الدراسات وجود عامل وراثي في المرض
  • مقاومة الإنسولين: هذا هو العامل والسبب الأهم، حيث توصلت الأبحاث إلى أن حوالي 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين مشكلة مقاومة الإنسولين حيث تنتج البنكرياس الإنسولين بكميات طبيعية لكن خلايا الجسم تقاوم تأثيره.
  • الالتهابات

شرح توضيحي:

الإنسولين هو هرمون تنتجه خلايا البنكرياس وله عدد من الوظائف المهمة أبرزها وظيفته في تمكين الخلايا من الحصول على الطاقة من خلال الجلوكوز المستخلص من الطعام، وعملياتالتمثيل الغذائي في  الدهون والبروتينات.

 

عندما تفشل الخلايا في الاستفادة من تأثير الإنسولين بسبب المقاومة، تزداد حاجة الجسم للإنسولين مما يستحث غدة البنكرياس على إنتاج المزيد منه لتعويض ضعف تأثيره.

 

الإنسولين الزائد عن الحد يثير خلايا المبايض لإنتاج كميات أكبر من هرمون الذكورة، المسئول عن حدوث التكيس وأعراضه التالي ذكرها أدناه.

لماذا تصاب مريضة تكيس المبيض بالعقم؟

حوالي 65-70% من النساء المصابات بمرض تكيًُس المبايض يتكون لديهن ورم في الخلايا  المنتجة للإنسولين كرد فعل لحدوث مقاومة للإنسولين في خلايا الجسم، يمعنى أن الإنسولين موجود وتنتجه البنكرياس بشكل طبيعي، لكن الخلايا لا تستجيب لتأثيره عليها وبالتالي ترتفع نسبة الجلوكوز (السكر) في الدم.

نسبة كبيرة من هؤلاء النساء يكُنً بدينات (وزنهن زائد) أيضاً وهذا الوزن الزائد يتسبب أيضاً في زيادة مقاومة الخلايا للإنسولين، وهذا الإنسولين الزائد الذي يفرزه الورم ولا يعمل على الخلايا، يستثير خلايا المبيض لإنتاج وإفراز هرمون الذكورة "تستوستيرون" بنسبة أكبر.

هرمون الذكورة الذي يتواجد داخل المبيض بكثرة يؤثر على عملية تكوين البويضات في مراحلها الأولى ويُعطلها أو يُشوهها، كما أن زيادة الإنسولين في الدم هي عامل آخر يتسبب في توقف عملية تكوين البويضة أو انسداد الحوصلة المكونة للبويضة تماماً في مرحلة مبكرة ما يؤدي إلى تناقص القدرة الإنجابية للأنثى المصابة بالمرض.

هل يُمكن أن تتسبب تكيسات المبيض في حدوث سرطان الرحم؟

للأسف يتسبب ضعف التبويض في زيادة نشاط هرمون الأنوثة "إستروجين" بعملية عكسية فينتج عن ذلك زيادة تكاثر خلايا الرحم، هذه الزيادة الكبيرة في تكاثر خلايا الرحم تؤدي فيما بعد بنسبة كبيرة في حدوث تضخّم في عضلة الرحم والتي قد تتحول بمرور الوقت إلى ورم حميد أو ورم خبيث (سرطاني).

لماذا تصاب مريضة تكيس المبايض بمرض السكري؟

بالإضافة إلى ما سبق ذكره من حدوث مقاومة الخلايا للإنسولين، ووجود نسبة كبيرة من البدانة بين المصابات بالمرض، فإن هؤلاء المريضات يُصابوا بداء السُكّري من النوع الثاني بسبب عدم قدرة خلايا الجسم على حرق الجلوكوز نتيجة مقاومتها لتأثير هرمون الإنسولين (الإنسولين موجود لكنه لا يعمل).

يُلاحظ أيضاً أن هؤلاء المريضات يُصابون باضطرابات في حرق الدهون وارتفاع نسبتها وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وزيادة نسبة البروتينات الدهنية منخفظة الكثافة، ونقص نسبة البروتينات الدهنية عالية الكثافة، وهي عوامل تساهم في تفاقم مشكلة السكري.

علامات متلازمة تكيُّس المبيض

مرض تكيس المبيض هو متلازمة (يعني مجموعة أعراض) تُصيب المبايض وتؤثر على عملية التبويض (تكوين البويضة) ويتميز بثلاثة علامات رئيسية تتأكد بالتحاليل والآشعة هي:

 

  • وجود تكيسات (أكياس مملوءة بالسوائل) في المبايض.
  • زيادة نسبة هرمون الذكورة (التستوستيرون) في الدم.
  • اضطراب في الدورة الشهرية أو عدم حدوثها في بعض الشهور.

أعراض تكيس المبايض

بعض النساء يشعرن بأعراض المرض مع بداية البلوغ وحدوث الدورة الشهرية، بينما البعض الآخر لا يشعرن بالأعراض إلا في وقت متأخر بعد الزواج وملاحظة المتزوجة تأخرها في الإنجاب أو ملاحظة زيادة وزنها بشكل مضطرد، والأعراض الأكثر حدوثاً هي كالتالي:
 
  • تناقص وتيرة الدورة الشهرية: توقف التبويض بسبب تكيس المبايض ينتج عنه توقف سقوط بطانة الرحم (ما يحدث في الطبيعة كل شهر وينتج عنه الدورة الشهرية) وبالتالي لا تحدث الدورة الشهرية بشكل منتظم، فبعض النساء تحدث لها أقل من 8 دورات في السنة.
  • نزيف شديد أثناء الدورة: بسبب أن الدورة تأخذ وقتاً أطول في الحدوث، وبطانة الرحم تُصبح أكبر, بالتالي فإن النزيف يكون أشد في المرات القليلة التي تحدث فيها الدورة الشهرية.
  • كثرة نمو الشعر: 70% من النساء المُصابات بمرض تكيس المبايض يلاحظن نمو الشعر بشكل غير طبيعي في الوجه وبقية أجزاء الجسم مثل البطن والظهر وحتى الصدر.
  • حب الشباب: بسبب زيادة هرمون الذكورة، قد يمو حب الشباب في الوجه أو مناطق أخرى.
  • زيادة الوزن: حوالى 80% من المصابات بداء تكيًُس المبيض هم بُدناء أو وزنهم زائد، ويتركز الوزن الزائد حول البطن بنسبة أكبر.
  • تساقط شعر الرأس: يحدث تساقط ونقص في كثافة الشعر مثلما يحدث في الرجال لكن ليس صلعاً تاماً بالطبع.
  • اسمرار البشرة: تلاحظ بعض النساء تحول بشرة الجلد للون الداكن في أماكن التجاعيد مثل العنق وتحت الثدي.
  • الصداع: بعض النساء قد يصبن بصداع مستمر بسبب تكيس المبايض.
  • ضعف الخصوبة: تقل خصوبة النساء المصابات بالمرض بسبب ضعف التبويض كما شرحنا أعلاه، وقد يصل الأمر إلى حد العقم لكنه قابل للعلاج لحسن الحظ.
  • علامات الجلد: إذ تظهر ندبات صغيرة على بشرة الجسم في منطقتي العنق (الرقبة) والإبطين، كما تظهر مناطق داكنة وبقع تميل إلى السواد تحت الثديين وفي العنق والإبط.

ما مضاعفات تكيسات المبيض؟

تنشأ مضاعفات هذه المتلازمة أساساً بسبب زيادة هرمون الذكورة "تستوستيرون" غير المرغوب فيه لدى النساء، فتظهر مضاعفات متقدمة مثل:

 

  • العقم: التبويض (إنتاج البويضات) هو مطلب أساسي لحدوث الحمل، وعندما يقل التبويض تقل الخصوبة إلى حد العقم، ومتلازمة تكيس المبايض هي أحد أشهر أسباب عقم النساء.
  • مرض السكر بسبب زيادة الوزن ومقاومة الإنسولين
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار (LDL) والدهون 
  • انخفاض نسبة الكوليسترول المفيد (HDL)
  • زيادة نسبة حدوث أمراض القلب والشرايين
  • زيادة احتمال حدوث الجلطات
  • توقف النفَس أثناء النوم
  • سرطان الرحم: تزداد نسبة حدوثه لأن بطانة الرحم لا تسقط كل شهر لقلة حدوث الدورة الشهرية

هل يسبب تكيس المبايض الاكتئاب؟

تقول الدراسات إن نسبة كبيرة من مرضى تكيًُس المبايض يصَبن بالاكتئاب، ويُرجع الأطباء السبب إلى الاضطرابات الهرمونية المصاحبة للمرض، بالإضافة إلى التغيرات الشكلية التي يحدثها المرض وتؤثر على شكل الجسم مثل نمو الشعر المفرط وزيادة الوزن، ما يؤدي إلى تأثر نفسية المصابة.
 

تكيُّس المبايض والحمل

كما ذكرنا آنفاً، تعاني 70-80% من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبيض من مشاكل في الخصوبة بسبب ضعف التبويض واضطرابات الدورة الشهرية، لكن ماذا إذا حدث الحمل؟

للأسف قد يتسبب اضطراب الهرمونات الناتج عن تكيس المبايض في زيادة نسبة حدوث مضاعفات الحمل المختلفة ، فهؤلاء النساء يكُنّ أكثر عُرضة للولادة قبل الموعد المفترض وإنجاب أطفال مبتسرين بنسبة ضعف النسبة في النساء غير المصابات بالمرض.

كما أن هؤلاء النساء هُنّ أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل وتسمم الحمل والإجهاض بأنواعه، لكن لحسن الحظ فإنه مع التزام النساء المصابات بالمرض بالعلاج السليم وإنقاص وزنهن وتقليل استهلاك السكريات، تزداد فرصهن في الولادة بدون مشاكل.

علاج تكيسات المبايض

 

  • أقراص منع الحمل: تناول الأقراص التي تحتوي هرموني الإستروجين والبروجسترون يومياً يُساعد في إعادة التوازن الهرموني وتنظيم التبويض، وتقليل أعراض المرض مثل نمو الشعر الزائد، هذا بالإضافة إلى الحماية من سرطان الرحم.
  • جلوكوفاج: المادة الفعالة هي "ميتفورمين" وهو أحد الأدوية المستخدمة لعلاج مرض السكري (النوع الثاني) ويُستخدم أيضاً في علاج تكيس المبيض عن طريق ضبط نسبة الإنسولين في الدم وهو أحد أسباب المرض، فقد أثبتت إحدى الدراسات أن استخدام الجلوكوفاج مع التمارين الرياضية والنظام الغذائي المنضبط يأتي بنتائج ممتازة في العلاج.
  • أدوية الخصوبة: مثل "كلوميد" (المادة الفعالة: كلوميفين) والذي يساعد على زيادة التبويض وبالتالي زيادة فرص الإنجاب، لكنه أيضاً يزيد نسبة إنجاب التوائم.
  • الجراحة: يُلجأ للعمليات الجراحية في حال فشل العلاجات المذكورة أعلاه، حيث يتم عمل ثقوب دقيقة في المبيض تساعد على زيادة التبويض.
  • أدوية منع نمو الشعر في الأماكن غير المرغوبة.

إرشادات ونصائح أساسية في علاج تكيس المبايض

  • تغيير نمط الحياة في الغالب هو الخطوة الأولى في علاج تكيسات المبيض.
  • التخسيس وخسارة 5-10% على الأقل من الوزن يساعد في استعادة انتظام الدورة الشهرية وتقليل الكوليسترول مما يقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكري.
  • اتباع نظام غذائي "محدود النشويات" أثبت فعاليته في العلاج وتقليل نسبة حدوث السكري (النوع الثاني).
  • بعض الدراسات أثبتت أن ممارسة رياضة متوسطة المجهود لمدة 30 دقيقة 3 مرات في الأسبوع على الأقل يساعد في تقليل الوزن وعلاج تكيس المبايض.
  • الأفضل هو المزاوجة بين الرياضة والنظام الغذائي محدود النشويات.
  • بعض الدراسات تدّعي أن الإبر الصينية تُساعد في علاج تكيسات المبيض لكنها لم تتأكد بشكل نهائي بعد.

أسئلة متكررة وإجاباتها

هل يمكن أن أحمل وأُنجب وأنا عندي متلازمة تكيس المبايض؟

 

حدوث التكيس لا يعني انتهاء فرصة الحمل والإنجاب، لأنه لحسن الحسن مرض قابل للعلاج، صحيح إنه يُقلل فرص الإنجاب ويمكن أن يسبب العقم لكن هذا يحدث فقط إذا لم يُعالج بالطريقة الصحيحة.

 

هل توجد طريقة مجربة في علاج تكيسات المبايض بالأعشاب؟

لا توجد أعشاب معروفة لعلاج التكيس ولم تُجرى أبحاث موثقة حول هذا الموضوع حتى الآن، ومن الأفضل اتباع الطرق العلمية في العلاج كما هو مذكور أعلاه.

 

هل يوجد تأثير لتكيس المبايض على الحمل؟

 

نعم، يمكن أن تحدث بعض المشاكل أثناء الحمل للمريضة مثل:

  • الإجهاض
  • سكر الحمل
  • تسمم الحمل
  • احتمالية اللجوء للولادة القيصرية وليس الولادة الطبيعية
  • احتمال أكبر أن يكون الطفل المولود سميناً وأكبر حجماً من المعتاد
  • احتمال أكبر أن يدخل المولود حضّانة بعد ولادته مباشرةً

 

كيف أمنع أضرار ومضاعفات تكيس المبايض على الحمل والجنين؟

نعم يمكن ذلك عن طريق التخسيس والوصول للوزن المثالي قبل الحمل، وضبط نسبة السكر في الدم وتناول فيتامينات الحمل مثل حمض الفوليك..

 

ما علامات نزول تكيسات المبايض؟

يتم التأكد من تحسن الحالة واستجابة المبيضين للعلاج وللأسلوب الصحي عبر التحاليل والفحوصات.

 

الفحص الأهم هو الآشعة التلفزيونية (السونار) على البطن والحوض لبيان حالة المبايض، مع تحليل نسبة هرمون الذكورة وهرمونات الأنوثة.

المراجع

google-playkhamsatmostaqltradent