الجنبة أو الغشاء البللوري هو عبارة عن غلاف مكون من طبقتين -داخلية تُغلف الرئة، وخارجية تُغلف الجدار الداخلي للصدر- بينهما سائل خفيف، ووظيفته هي تأمين السلاسة والمرونة لحركة الرئة داخل الصدر دون احتكاك.
هاتان الطبقتان تعملان مثل قطعتي حرير ناعمتين تنزلقان على بعضهما البعض بسلاسة مما يمنح الرئتين مساحة للتمدد دون احتكاك مباشر بتجويف الصدر أثناء التنفس.
عندما يحدث التهاب الجنبة، فإن طبقتي الغشاء البللوري تتورمان ويصبح احتكاكهما خشناً مثل قطعتين من ورق الصنفرة كما يتأثر تمددهما، وبالتالي يحدث الألم الشديد في الصدر الذي يزيد مع النفَس ويقل عند توقيف التنفس.
الأعراض والعلامات
يمكن أن تشمل علامات وأعراض التهاب الغشاء البللوري ما يلي:
ألم في الصدر: يكون الوجع شديداً وحاداً وقد ينشأ فجأةً، ويمكن أن يكون في الصدر من الأمام أو في أعلى الظهر. تزداد شدة الألم مع التنفس أو العطس أو الكحة وحتى الضحك ويخف كثيراً عند مسك (توقيف) النفَس، كما يمكن أن يكون الوجع شديداً إلى درجة عدم تمكن المريض من النوم أو التقلب والالتفات خلفه.
يمكن لألم الصدر الناتج عن التهاب الجَنَبة أن يقلل قدرة الشخص على تحريك الجزء الأعلى من الجسم أو الحركات البسيطة مثل الالتفات للخلف أو الاستدارة، ويمكن أن يسمّع الوجع في الكتف والظهر فيما يشبه ألم الذبحة الصدرية.
صعوبة التنفس قد تكون بسبب محاولة المريض إيقاف النفَس كثيراً لتخفيف ألمه.
يمكن أن تحدث الكحة (السعال) والحمى (ارتفاع درجة الحرارة) في بعض الحالات.
أعراض المضاعفات
يمكن أن يحدث مع التهاب الجنبة بعض المضاعفات الأخرى أو تكون مصاحبة لها، وهي تؤثر على الأعراض كما يلي:
- الارتشاح البللوري: وهو ما يسمى في التعبير العامي "مياه على الرئة"، حيث يمكن أن تتراكم السوائل في الفراغ بين طبقتي الغشاء البللوري. إذا كانت كمية السوائل المتراكمة متوسطة فإن ذلك يخفف الألم الناتج عن الالتهاب لأنه يقلل الاحتكاك بين الطبقتين الملتهبتين.
- الانخماص الرئوي: إذا كانت كمية السائل المتراكم بين طبقتي الغشاء البللوري كبيرةً فإنها تولد ضغطاً، هذا الضغط يؤثر على الرئتين مما يجعلهما غير قادرتين على التمدد جزئياً أو كلياً وتحدث صعوية شديدة في التنفس.
- الدبيلة (صديد في الغشاء البللوري) : يمكن أن تصل العدوى البكتيرية إلى السوائل المتراكمة بين طبقتي الجنبة مما يؤدي إلى تكوّن الصديد.
أسباب التهاب الجنبة
توجد العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الغشاء البللوري، منها ما يلي:
- العدوى الفيروسية مثل فيروس الإنفلونزا
- العدوى البكتيرية مثل حالات الالتهاب الرئوي
- العدوى الفطرية
- الأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة الحمراء
- سرطان الرئة إذا كان قريباً من الغشاء البللوري
- الجلطة الرئوية
- مرض السل
- كسر الضلوع أو الحوادث
- بعض الأمراض الوراثية مثل أنيميا الخلايا المنجلية
- تعاطي بعض الأدوية
بالنسبة لطريقة تشخيص التهاب الجَنبة، فإنه في الغالب يتم تشخيصه عن طريق سماع الأعراض من المريض ثم الفحص الطبي لسماع أصوات الرئة بالسماعة وملاحظة العلامات الأخرى.
إذا شك الطبيب في وجود مضاعفات أو سبب ذا خطورة عالية، فإنه يمكن أن يطلب بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل:
- آشعة عادية على الصدر: يمكن عن طريقها تشخيص ارتشاح الغشاء البللوري وأيضاً فرط تمدد الرئة أو الالتهاب الرئوي.
- آشعة مقطعية على الصدر: يمكن عن طريقها رؤية حالة الغشاء الببلوري بالتفصيل.
 |
| آشعة عادية X-ray على الرئة توضح ارتشاح بللوري (مياه على الرئة اليمنى) |
- رسم القلب الكهربي: من أبجديات ألم الصدر، وذلك لاستبعاد الجلطات أو الذبحة الصدرية
- الآشعة بالموجات فوق الصوتية (السونار)، قد يُطلب في بعض الحالات لقياس كمية السائل داخل غشاء الجنبة في حالات الارتشاح الرئوي.
.jpg) |
| موجات فوق صوتية على الرئة فيها ارتشاح بللوري (مياه على الرئة) |
في بعض الحالات النادرة، إذا شك الطبيب في وجود أورام أو مرض السل أو ‘حدى الحالات الطبية الخطيرة، فإنه يمكن أن يطلب عمل بذل رئوي لأخذ عينة من السائل وتحليلها، وإذا شك في وجود سرطان الرئة فإنه يطلب عمل منظار الرئة وأخذ عينة.
خيارات العلاج
تتركز خيارات علاج التهاب الجنبة على علاج الأسباب، لكن البداية دائماً تكون بوصف مسكنات الألم لخفيف الوجع وتمكين التنفس بشكل سليم.
إذا كان سبب الالتهاب بكتيرياً، يتم وصف المضادات الحيوية المناسبة للحالة.
إذا تمكن الطبيب من استبعاد علامات الالتهاب البكتيري، وكان التشخيص هو "التهاب فيروسي"، فإنه عادةً ما يكتفي بوصف مسكنات الألم سواء الموضعية أو الأقراص أو الحقن في الحالات الشديدة.
الالتهاب الفيروسي يخف تلقائياً اعتماداً على مناعة الجسم في مدة 3-15 يوماً، ويتم استخدام المسكنات فقط طوال تلك الفترة ما لم توجد علامات أخرى.
اختيار مسكنات الألم في تلك الحالة يكون من المسكنات غير الاستيرويدية مثل البروفين أو الفولتارين أو الديكلوفين، ويمكن إضافة باسط عضلات في بعض الحالات أو مراهم موضعية.
إجراءات مهمة في المنزل للمساعدة في نجاح العلاج
التعليمات التالية تساهم في تسريع الشفاء -بإذن الله- من التهاب الجنبة:
- الحصول على قسط كاف من الراحة، مع محاولة البقاء قدر الإمكان في الوضعية التي تسبب أقل شعور بالألم، وعدم الاستعجال في التحرك بعد أن تخف الأعراض.
- التوقف عن التدخين إذا كنت مدخناً، ذلك أن التدخين يسبب مزيداً من التهيج لأنسجة الرئة وبالتالي مزيداً من الألم واحتمالية دخول العدوى البكتيرية.
- الالتزام بتناول العلاج الذ يصفه الطبيب في الأوقات المحددة.
يُسعدنا استقبال أسئلتكم في التعليقات المباشرة أسفل المقال (لا تحتاج إلى تسجيل)، وسيجيب عليها أحد أطباء الموقع في أقرب وقت بإذن الله.