الصفحة الرئيسية

ما مضاعفات مرض السكري ومتى تبدأ وكيف تتجنبها؟

يعتبر مرض السكري أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً حول العالم وأكثرها تسبباً في مضاعفات عالية الخطورة يمكن أن تصل إلى حد الإعاقة وربما الموت في بعض الحالات.

الجلوكوز (السكر) هو مصدر الطاقة الرئيسي لكل أعضاء الجسم ويصل عبر الدم إلى كل خلايا الجسم كمصدر وحيد للطاقة المباشرة، وبالتالي عندما يبدأ مرض السكر وتضعف قدرة الخلايا على الاستفادة من الجلوكوز تبدأ أعراض ومضاعفات السكر في الظهور.   
ما مضاعفات مرض السكري ومتى تبدأ

في هذا المقال نسرد سوياً مضاعفات مرض السكري بالكامل ولماذا تحدث ومتى تبدأ وكيفية الوقاية منها وكيف تتصرف إذا حدثت المضاعفات بالفعل.

مضاعفات السكري تبدأ مع إهمال العلاج وعدم التحكم في مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم وتظهر تدريجياً بمرور الوقت ومع إهمال الرياضة والنظام الغذائي الصحي.

أولا: المضاعفات العظمى للسكري

تُقسّم مضاعفات مرض السكري طبياً إلى نوعين: مضاعفات عظمى ذات خطورة عالية وهي التي تنشأ بمرور الوقت "مضاعفات مزمنة"، والنوع الآخر هو "المضاعفات الحادة" التي يمكن أن تحدث في أي وقت.

سنبدأ في شرح المضاعفات المزمنة ذات الخطورة العالية بالتفصيل.

اعتلال شبكية العين والعمى
اعتلال شبكية العين
اعتلال شبكية العين

إهمال علاج السكري وعدم الالتزام بالنظام الغذائي الصحي يمكن أن يؤدي إلى تدمير شبكية العين، والذي يمكن أن يظهر فجأةً بلا مقدمات ومن الصعب التنبؤ به.

اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري يعتبر أحد أكثر أسباب العمى شيوعاً حول العالم.

الطريقة الوحيدة للتنبؤ باعتلال شبكية العين هي الفحص الدوري لقاع العين بواسطة أخصائي الرمد كل فترة (6-12 شهراً)، والطريقة الوحيدة للوقاية منه هي ضبط مستوى السكر في الدم بالالتزام بالعلاج والنظام الصحي.

القدم السكري

يعتبر أيضاً من أشهر مضاعفات السكري ذات الخطورة العالية، فهي يمكن أن تؤدي -إذا أُهملت- إلى بتر القدم ويمكن أن يصل مستوى البتر إلى ما فوق الركبة.

ينشأ القدم السكري نتيجة ضعف الإحساس في الأطراف الناتج عن اعتلال الأعصاب الطرفية، بالإضافة إلى ضعف الإمداد الدموي، مما يمكن أن يؤدي إلى الغرغرينا.

نقص الإحساس وضعف الدورة الدموية يجعل القرح والجروح البسيطة تتحول إلى جروح كبيرة ويتأخر التئام تلك الجروح مما يؤدي إلى الغرغرينا، ثم البتر ما لم يُنقذ في الوقت المناسب.
كيف يحدث القدم السكري
كيف يحدث القدم السكري


الذبحات الصدرية وجلطات القلب

ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم يعمل على تدمير الأوعية الدموية خصوصاً الدقيقة منها، وهذا يشمل الأوعية الدموية الخاصة بالقلب.

اضطرابات الأوعية الدموية يمكن أن تؤدي إلى قصور الشريان التاجي وإلى جلطات القلب.

تلف الأوعية الدموية السكري

اعتلال الكلى

لنفس الأسباب السابقة يحدث تدمير لأجزاء من الكليتين مما يُضعف قدرتهما على تنقية الدم وطرد الفضلات غير المرغوب فيها في البول.

الإهمال في ضبط السكر يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوى بمرور الوقت.


اعتلال الأعصاب

حوالي 50% من مرضى السكري يصابون باعتلال الأعصاب الذي يشمل اضطراب الأعصاب الإرادية والأعصاب اللا-إرادية.

اعتلال الأعصاب الإرادية الطرفية يؤدي إلى التنميل وضعف الإحساس بالمؤثرات الخارجية مع آلام في الأطراف (الأيدي والأقدام)، والعديد من الأعراض الأخرى.

اعتلال الأعصاب اللا-إرادية يمكن أن ينتج عنه الكثير من المضاعفات مثل سلس البول وضعف التحكم في البراز والإسهال المتكرر وضعف الانتصاب.

التهاب الأسنان واللثة

زيادة تركيز الجلوكوز في الدم يؤدي إلى زيادة تركيز السكر في اللعاب وهو ما يجذب المزيد من البكتيريا التي تنتج أحماضاً تسبب تلفاً في طبقة الإنامل ويدمر اللثة.

بالإضافة إلى ما سبق، فإن تلف الأوعية الدموية في الأسنان يؤدي إلى مزيداً من العدوى مثل تسوس الأسنان وخراج الأسنان.

مضاعفات أخرى:
  • بعض أنواع السرطان تزيد نسبة حدوثها لدى مرضى السكري، وبعض تلك السرطانات تجعل التحكم في مستوى السكر في الدم بالعلاج أصعب.
  • اضطرابات جنسية لدى النساء: لأن ضعف الدورة الدموية وتلف الأعصاب الطرفية يقللان الإحساس في المناطق الحساسة بل يمكن أن تختفي بعض الأحاسيس.
  • زيادة القابلية لعدوى والتهابات المسالك البولية.
  • الضعف الجنسي لدى الرجال.
  • تلف الأوعية الدموية
  • مضاعفات جلدية عديدة [مزيد من التفاصيل]

ثانياً: المضاعفات الحادة

هذه المضاعفات تتعلق بالتركيز اللحظي للحلوكوز في الدم، ومنها مضاعفات شديدة الخطورة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم نقل المريض إلى المستشفى وتلقي العلاج اللازم في الوقت المناسب مثل الغيبوبة الكيتونية.

غيبوبة السكر الكيتونية

تحدث الغيبوبة الكيتونية نتيجةً للارتفاع الشديد في مستوى السكر في الدم، فيضطر الجسم إلى حرق الدهون بدلاً من الجلوكوز من أجل الحصول على الطاقة.

حرق الدهون يؤدي إلى زيادة حموضة الدم فتظهر أعراض الغيوبة التي تشمل جفاف الفم الشديد، القيء والغثيان، تكرار التبول، ألم البطن الشديد مع صعوبة التنفس وخروج رائحة سكر من الفم (رائحة الأسيتون- أحد منتجات حرق الدهون).

في حال تأخر علاج الارتفاع الشديد في جلوكوز الدم وعلاج الحموضة في أسرع وقت، يمكن أن يدخل المريض في غيبوبة تسمى "الغيبوبة الكيتونية" وهي حالة طواريء يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.

المضاعفات الحادة الأخرى تشمل:

  • غيبوبة نقص السكر، نتيجة النقص الشديد في مستوى سكر الدم وهذا يمكن أن يحدث مثلاً عند تناول علاج السكر (الإنسولين) دون تناول طعام.
  • فرط ارتفاع السكر عالي الأسموزية: دعك من التسمية لكنها حالة طواريء تحدث لمرضى النوع الثاني من السكر وتسبب لهم جفافاً شديداً مع مستويات قياسية لسكر الدم. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.

الوقاية، كيف تتجنب مضاعفات السكر؟

مضاعفات مرض السكري ليست حتمية الحدوث، يعني إنه يمكن منع حدوثها أو كما نسميه "الوقاية" منها.

كلمة السر في الوقاية هي "ضبط مستوى السكر في الدم"، ولا يتم ذلك إلا من خلال خطوات أساسية هي:

  • الالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب المعالج (أخصائي السكر والغدد الصماء)
  • الالتزام بالنظام الغذائي الصحي
  • ممارسة الرياضة بانتظام (المشي على الأقل)
  • متابعة تحليل السكر التراكمي والصائم والفاطر والعشوائي دورياً
متابعة السكر في المنزل
متابعة السكر في المنزل
  • الامتناع عن التدخين والعادات السيئة
google-playkhamsatmostaqltradent