الصفحة الرئيسية

القيء والغثيان (الترجيع والاستفراغ وغممان النفس) شرح بالتفصيل

القيء (الترجيع أو الاستفراغ أو التقيؤ) والغثيان هما مشكلتان شائعتان ويمكن أن يكونا معاً أو كل على حدة عَرَضاً للعديد من الأمراض والاضطرابات التي تصيب الجسم، خصوصاً اضطرابات الجهاز الهضمي، كما يحدثان أثناء الحمل بنسبة كبيرة وأيضاً كنتيجة للتعرض أو تناول بعض الأدوية أو الكيماويات.

القيء والغثيان يحدثان في الأطفال وفي الكبار وفي كل المراحل العمرية، وهما رغم بساطتهما في معظم الأوقات، إلا أنهما في بعض الأوقات يمكن أن يكونا عرَضين لحالة شديدة الخطورة مثل جلطات القلب وأورام المخ والجهاز العصبي والفشل الكلوي، وسيأتي الشرح بالتفصيل.

القيء والغثيان (الترجيع والاستفراغ وغممان النفس)


ما الفرق بين القيء والغثيان؟

الغثيان هو الشعور بالرغبة في القيء أو الخوف من الترجيع لكن بدون حدوث تقيؤ وهي ما يطلق عليه بعض الناس "غممان النفس".

أما القيء فهو إفراغ المعدة (والأمعاء) من محتوياتها سواء إرادياً أو لا إرادياً وخروجها عن طريق الفم وما يصاحبه من إعياء.

بعض محفزات القيء يمكن أن تأتي من المعدة أو الأمعاء (العدوى، الإصابة، أو التهيج بواسطة الطعام)، أو من الأذن الداخلية (التي تحتوي الأعضاء المسئولة عن الاتزان) أو من المخ في حالت كثيرة كما سيأتي التفصيل.

ما أسباب القيء والغثيان؟

تتشابه مسببات الغثيان والقيء في أغلب الأحوال، وهي أسباب عديدة للغاية وأبرزها ما يلي:

  • النزلة المعوية
  • العلاج الكيماوي
  • ضعف الطبقة العضلية للمعدة مما يؤثر على عملية الهضم
  • دوار البحر 
  • الدوار الناتج عن الحركة عموماً مثل القيء أثناء ركوب الميكروباص
  • قيء الحمل: في بداية الحمل (الثلاث أشهر الأولى)
  • التخدير الكلي عند إجراء عملية مثلاً
  • الصداع النصفي
  • انسداد الأمعاء (القيء هو أحد العلامات الأربع الكبرى لتشخيص الانسداد المعوي)
  • القلق النفسي (مثلما يحدث للطلبة قبل دخول الامتحان مثلاً)
  • أمراض المرارة مثل حصوات المرارة أو الالتهاب أو الأورام
  • التسمم الغذائي
  • عسر الهضم
  • فيروسات مثل فيروس روتا وفيروس كورونا (كوفيد-19) وأشباههم
  • التعرض لبعض الروائح (تختلف من شخص لآخر)

قبل أن نستكمل بقية الأسباب، وجب أن نذكر أن أسباب القيء تختلف طبقاً للمرحلة العمرية، فمثلاً عند الكبار (البالغين) تكون العدوى الفيروسية (النزلات) والتسمم الغذائي هي أكثر الأسباب شيوعاً بالإضافة إلى دوار البحر والأمراض التي تسبب الحمى.

أما عند الأطفال فتكون العدوى الفيروسية وفرط الأكل والتسمم الغذائي والسعال وارتفاع درجة الحرارة هي الأسباب الأكثر شيوعاً، ورغم ندرتها فإن انسداد الأمعاء في الرُضع معروف بتسببه في قيء شديد.

معظم ما سبق ذكره من أسباب هي المسببات الشائعة وهي ذات خطورة منخفضة غالباً، لكن هناك بعض الأمراض ذات الخطورة العالية التي يمكن أن تسبب القيء والغثيان، من أبرزها ما يلي:

متى يجب زيارة الطبيب أو الذهاب للمستشفى؟

من الجيد أن القيء في أغلب الحالات يكون بسيطاً ويستمر ليوم أو يومين أو بضعة أيام ويخف، لكن يجب الانتباه لبعض الأعراض المصاحبة له والتي يمكن أن تكون علامات خطر.

يجب نقل مريض القيء أو الغثيان إلى أقرب طواريء مستشفي فوراً في الحالات التالية:

  • إذا شعر المريض بألم في الصدر
  • إذا شعر بألم شديد في البطن أو تقلصات قوية
  • إذا كان لديه تشوش رؤية أو زغللة
  • إذا كان يعاني الارتباك أو اضطراب الوعي
  • إذا كان يعاني حمى شديدة (فوق 40 درجة سليزية)
  • إذا عاني المريض تيبس العنق (عدم القدرة على تحريك الرقبة)
  • إذا لاحظ وجود براز أو رائحة تشبه البراز في القيء
  • إذا كان لديه نزيف من فتحة الشرج

يجب زيارة طبيب في أقرب وقت في الحالات التالية:

  • إذا كان القيء مصحوباً بألم شديد أو صداع شديد، خصوصاً إذا كان المريض لم يعاني هذا النوع من الصداع القوي من قبل.
  • إذا ظهرت على المريض علامات الجفاف مثل العطش الشديد وجفاف الفم وندرة التبول مع تغير لون البول إلى الغامق، أو حدوث دوخة أو إغماء عند الوقوف.
  • إذا ظهر دم مع التقيؤ، أو كان القيء لونه بني غامق مثل القهوة أو إذا كان لونه أخضر.
أما في الحالات التي يستمر فيها القيء أكثر من يومين للبالغين او أكثر من 24 ساعة للأطفال أقل من سنتين أو أكثر من 12 ساعة للرُضّع، فإنه يمكن حجز موعد مع الطبيب على مهلك وسنشرح لك الإجراءات الواجب اتباعها لحين مجيء دورك عند الطبيب.

كذلك يُنصح بحجز موعد عادي عند الطبيب فيحال كنت تعاني من نوبات قيء (ترجيع) أو غثيان (غممان نفس) متقطعة لأكثر من شهر، أو إذا لاحظت نقصاً غير مبرر في وزنك.

ما الإجراءات الواجب اتباعها في المنزل لتخفيف القيء والغثيان لحين زيارة الطبيب؟

فيما يلي بعض التعليمات المهمة التي ننصح باتباعها في المنزل لتخفيف آثار القيء والغثيان.
تشمل التعليمات ما يلي:

  • تقليل المجهود: القيام بالأنشطة الضرورية فقط والحصول على قسط من الراحة لأن كثرة الحركة تفاقم الغثيان والقيء.
  • منع الجفاف: احرص على تناول الكثير من المشروبات الدافئة أو الباردة مع شرب كميات معقولة من المياه، وإذا لم تستسغ تلك المشروبات فيمكنك شراء عبوات محلول معالجة الجفاف من الصيدلية.
  • تجنب الروائح النفاذة: روائح طهي الطعام، والعطور والدخان والغرف المكتومة والرطوبة العالية والحر والأضواء المتذبذبة وقيادة السيارة، كل تلك العوامل تساهم في زيادة حدة الغثيان وربما الترجيع.
  • تناول الأطعمة الخفيفة: ابدأ بتناول المأكولات سهلة الهضم مثل المقرمشات والخبز المحمص والجيلاتين، وبعد فترة قصيرة يمكنك تجربة أكل الحبوب والأرز والأكلات المملحة ثم البروتينات والنشويات. تجنب المأكولات التي تحتوي كميات كبيرة من الدهون أو المواد الحريفة (الشطة والفلفل). ابدأ أكل الطعام الصلب بعد 6 ساعات من آخر تقيؤ.
  • مضادات القيء: يوجد العديد من مضادات القيء التي يمكن شراؤها من الصيدلية دون وصفة طبية مثل موتينورم ودرامينيكس وبريمبران وأوندالنز.

إذا شعرت بالغثيان، كيف تمنع الترجيع (القيء)؟

عند الشعور بالغثيان (غممان النفس)، يشعر المريض أنه يريد أن يتقيأ (يستفرغ في بعض اللهجات)، لكنه قد يريد منع الترجيع لعدم ملاءمة المكان أو الظروف لذلك.

لمنع التقيؤ عند الشعور بالغثيان، يمكنك تناول كميات قليلة من المشروبات والعصائر الرائقة المحلاة ما عدا عصير البرتقال وعصير العنب لأنهما يحتويان كميات كبيرة من الأحماض.

المشروبات السكرية تساعد على تهدئة المعدة أكثر من السوائل الأخرى.

يُنصح أيضاً بالراحة في وضعية الجلوس أو في وضعية الاستلقاء على مخدة عالية، حيث أن كثرة الحركة يمكن أن تؤدي إلى التقيؤ.

بالنسبة للأطفال، يمكنك إعطاؤهم مضادات التقيؤ، وإذا كانوا يعانون الدوار والقيء أثناء ركوب السيارة فيُنصح بجعلهم ينظرون للأمام مباشرةً دون النظر للطريق، لأن مشاهدة الطريق والحركة السريعة للأشياء خارج السيارة تجعلهم يتقيؤون. 

المراجع

google-playkhamsatmostaqltradent