الصفحة الرئيسية

حساسية الأدوية والصدمة التحسسية: أسباب وأعراض وكيفية التصرف

 حساسية الأدوية يقصد بها الاستجابة غير الطبيعية وغير المتوقعة التي يُظهرها الجسم بعد تلقي عقار طبي من أي نوع وبأي طريقة، وتبدأ أعراضها في الغالب بعد 1-6 ساعات من تناول الدواء، وتتراوح الحساسية من أعراض بسيطة إلى مضاعفات تهدد حياة المريض وتحتاج إلى التدخل الفوري.


بعض حالات فرط الحساسية للأدوية يمكن أن تظهر أعراضها بعد مرور أيام من بدء تلقي الدواء، وللأسف فإن حساسية الأدوية لا يمكن التنبؤ بها كما إن اختبارات الحساسية لا يمكن التعويل عليها بنسبة 100% في كل العقارات إذ إنها يمكن أن تكون سلبيةً في وجود الحساسية ونتائجها ليست دقيقة.

حساسية الأدوية - الطفح الجلدي


في هذا المقال سنشرح بإذن الله كل ما يتعلق بفرط الحساسية للأدوية بأنواعها، أقراص وحقن ومحاليل، مع شرح لكيفية التصرف في حال ظهور أعراض الحساسية أو أعراض فرط التحسس، بالإضافة إلى الإجابة على الأسئلة الشائعة وأسئلة القراء.


ما أعراض الحساسية ضد الأدوية؟

تختلف أعراض حساسية الأدوية كثيراً باختلاف العقار واختلاف الشخص المتعاطي للعقار أيضاً، كما يمكن أن يتسبب نفس الدواء في أعراض مختلفة بين شخص وآخر وربما بين نوبة وأخرى.


أخطر ما في أعراض الحساسية هو "فرط الحساسية" الذي يمكن أن يؤدي إلى صدمة تحسسية قد تودي بحياة المريض ما لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب بالعلاج المناسب وهو ما سيأتي تفصيله.


تشمل أعراض الحساسية العادية ضد الأدوية ما يلي:

  • طفح جلدي
  • قشعريرة
  • حكة جلدية وهرش متكرر
  • حمى (ارتفاع درجة الحرارة)
  • صعوبة في التنفس
  • تزييق في الصدر
  • رشح وسيلان الأنف
  • حكة في العين وغزارة في الدموع

أعراض فرط الحساسية (حالة طواريء قصوى)

رغم ندرة حالات فرط الحساسية (Anaphylaxis) أو ما يسمى بالصدمة التحسسية، إلا أنها تعتبر حالة طواريء قصوى لأنها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة في دقائق لأنها تضرب الأعضاء الحيوية في الجسم.

تشمل أعراض وعلامات فرط الحساسية للأدوية ما يلي:

  • تورم في مسارات الهواء ينتج عنه ضيق المداخل مما يؤدي إلى صعوبة متزايدة في التنفس
  • غثيان أو تقلصات معوية (وجع بالبطن)
  • قيء أو إسهال
  • دوخة أو دوار وإغماء
  • تسارع ضربات القلب مع ضعف في قوة النبضات
  • انخفاض حاد في ضغط الدم
  • نوبات تشنج
  • فقدان الوعي
  • تورمات وانتفاخات في الوجه وبعض أجزاء الجسم
أعراض الصدمة التحسسية


حالات فرط الحساسية تستلزم نقل المريض فوراً إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج المناسب والذي يكون في الغالب حقن أدرينالين وهي غير موجودة في معظم الأماكن إلا بالمستشفيات.


لماذا وكيف تحدث الحساسية والحساسية المفرطة؟

وظيفة جهاز المناعة هي حماية جسمك ضد الأمراض الناتجة عن مؤثرات خارجية بالذات مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والمواد الخطيرة الأخرى.

في حالة تناولك لعقار ما، يمكن أن يُخطيء جهاز المناعة ويعتبر الدواء الذي تعاطيته كأنه أحد الميكروبات التي من المفترض أن يهاجمها ويتخلص منها لأنه يعتقد أنها ستضر جسمك.

نتيجةً لما سبق، يبدأ جهاز المناعة مباشرةً في إنتاج الأجسام المضادة وهي عبارة عن بروتينات متخصصة في مهاجمة المؤثرات الخارجية لكنها في هذه الحالة تهاجم الدواء الذي تناولته.

الاستجابة المناعية ينتج عنها التهاب متزايد بنواتجه الكيميائية مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الحمى والطفح الجلدي وصعوبة التنفس وغيرها من الأعراض.

يمكن أن تحدث الحساسية في أول مرة تتناول فيها العقار، ويمكن أن تحدث في المرة الثانية أو الثالثة وليس لها قاعدة محددة، وهذه معلومة مهمة، نفهم منها أنه ليس معنى أنك تناولت عقاراً معيناً في الماضي ولم تحدث منه حساسية أنك مؤمّن ضده على طول الخط.

ما المقصود بالحساسية الكاذبة؟

بعض الأدوية يمكن أن تسبب تفاعلاً شبيهاً بتفاعل الصدمة التحسسية في أول مرة للتعاطي، لكن هذا التفاعل لا يكون عن طريق الجهاز المناعي أصلاً، وهو ليس تفاعل تحسسي حقيقي، لكنه يُعامل طبياً نفس معاملة فرط الحساسية.

الأدوية التي تسبب الحساسية الكاذبة تشمل:
  • المورفين
  • الأسبيرين
  • بعض أدوية العلاج الكيماوي
  • بعض الصبغات المستخدمة في عمل الآشعة بالصبغة

كيف يمكن علاج الحساسية ضد الأدوية؟

يعتمد علاج حساسية الأدوية كلياً على مدى شدة الأعراض، لكن أهم الأدوية المستخدمة لعلاج التحسس الدوائي تشمل ما يلي:

  • مضادات الهستامين: في حال كانت الأعراض خفيفة وأراد الطبيب أن تستمر على الدواء الموصوف، فيمكن أن يصف لك أحد مضادات الحساسية مثل زيرتك أو كلاريتين أو أوريَس أو تلفاست.
  • الكورتيزون: يُستخدم في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، لأنه سريع المفعول خصوصاً في معالجة التورم الذي يتسبب في انغلاق المسارات الهوائية وصعوبة التنفس، كما يعالج آثار الالتهاب. ويستخدم الكورتيزون سواء بالحقن في الحالات الشديدة أو كأقراص أو كاستنشاق ويمكن استخدامه موضعياً "كريم" لعلاج الطفح الجلدي.
  • موسعات الشعب الهوائية: تستخدم في حال تسببت حساسية الأدوية في حدوث تزييق في الصدر أو كحة مستمرة مع صعوبة في التنفس، ويعمل على فتح مسارات الهواء وتقليل التزييق وتحسين التنفس.
  • الأدرينالين: يستخدم في حالات الصدمة التحسسية ولا يوجد إلا في المستشفيات غالباً، ويجب أن يُعطى تحت الإشراف المباشر لطبيب الطواريء.

أسئلة شائعة وإجاباتها

هل حساسية الأدوية خطيرة دائماً؟

لحسن الحظ، فإن الحساسية المفرطة فقط هي التي تعتبر حالة خطورة عالية لكنها نادرة الحدوث، أما معظم الحالات فتكون بسيطة وربما تكون أعراضها محدودة لدرجة عدم ملاحظتها.

 
من المهم معرفة أن فرط الحساسية (الصدمة التحسسية) يمكن أن يحدث خلال دقائق معدودة من تناول العقار، لكن يمكن أيضاً أن تظهر الأعراض خلال 12 ساعة من التعاطي.

ما هي أكثر الأدوية التي تسبب حساسية وفرط تحسس؟

بالفعل توجد بعض الأدوية التي تتسبب في نوبات حساسية أكثر من غيرها، من أشهرها ما يلي:

  • المضادات الحيوية مثل البنسيللين ومشتقاته والسلفا ومشتقاتها 
  • الأسبيرين 
  • مسكنات الألم غير الاستيرويدية خصوصاً الإيبوبروفين (الاسم التجاري: بروفين) 
  • مضادات التشنجات مثل "كاربامازيبين" (carbamazepine) و"لاموتريجين" (lamotrigine). 
  • بعض الأدوية التي تعتمد تقنية "الأجسام المضادة أحادية المستعمرة" مثل "ترستوزوماب" (trastuzumab) و"إيبريتوموماب" (ibritumomab tiuxetan). 
  • أدوية العلاج الكيماوي مثل "باكليتاكسيل" (paclitaxel)، "دوسيتاكسيل" (docetaxel)، و"بروكاربازين" (procarbazine).

ما الفرق بين الآثار الجانبية للدواء وحساسية الأدوية؟

حساسية الأدوية تُصيب نسبة قليلة فقط من الأشخاص ودائماً تكون بسبب استجابة جهاز المناعة ودائماً ما ينتج عنها تأثيرات سلبية.

أما الآثار الجانبية للأدوية فهي يمكن أن تحدث لأي شخص يتعاطى العقار ولا علاقة لها باستجابة الجهاز المناعي وليست دائماً ضارة.

 كما أن الأثر الجانبي للدواء لا علاقة له بوظيفته، فعلى سبيل المثال "الأسبيرين" الذي يستخدم في الأساس كمسكن للألم ومضاد للتجلطات كثيراً ما يُسبب مشاكل في المعدة (التهاب وقرحة)، لكن له فائدة في الوقاية من جلطات القلب والأزمات كأثر جانبي مفيد.

مثال آخر "الباراسيتامول" والمعروف تجارياً بأسماء عديدة مثل "بانادول" و"أدول"، يُستخدم أيضاً لتسكين الألم وخفض الحرارة لكنه يسبب أضراراً في الكبد، وكذلك "نيتروجلسرين" الذي يستخدم لتوسيع الأوعية الدموية في حالات الذبحة مثلاً، له أثر جانبي مفيد في تحسين الحالة الدماغية.


المراجع

google-playkhamsatmostaqltradent