الصفحة الرئيسية

الشخير وتوقف النفس أثناء النوم: شرح أسباب وعلاج

 الشخير هو الصوت الأجش الغليظ الذي يصدر عندما يمر الهواء على الأنسجة المرتخية في الحلق مما يسبب اهتزاز تلك الأنسجة مع النفَس، وهو يحدث لمعظم الناس على فترات متقطعة، لكنه يعتبر مشكلة للبعض عندما يصبح مزمناً، كما إنه في بعض الحالات يمكن أن يكون دليلاً على مشكلة صحية خطيرة.


توجد العديد من الحلول للقضاء على مشكلة الشخير تبدأ من تغيير نمط الحياة مثل فقدان الوزن والامتناع عن شرب الكحوليات وتغيير وضعية النوم كما سنشرح، مروراً بالأجهزة الطبية لعلاج الشخير وانتهاءاً بالحلول الجراحية (العمليات).

الشخير وتوقف النفس أثناء النوم


ما الأعراض المصاحبة للشخير؟

يرتبط الشخير عادةً بمتلازمة "توقف النفَس أثناء النوم"، بالطبع ليس كل مريض بالشخير مصاب بتلك المتلازمة، لكنها الأخطر ويجب الانتباه إليها وزيارة الطبيب إذا ظهر أي من أعراضها التالي ذكرها.


تشمل أعراض متلازمة توقف النفَس أثناء النوم ما يلي:

  • ملاحظة شخصية مؤكدة لخنقة أو توقف للتنفس أثناء النوم
  • ضعف التركيز
  • صداع متكرر في الصباح
  • ألم في الحلق أو حرقان عند الاستيقاظ
  • عدم استقرار النوم
  • اللهاث (عدم القدرة على التنفس) أو الاختناق أثناء النوم
  • ارتفاع ضغط الدم
  • ألم في الصدر أثناء الليل
  • صوت الشخير يكون صاخباً لدرجة إزعاج الزوج/الزوجة أو أي رفيق في الغرفة

أعراض متلازمة توقف النفَس أثناء النوم في الأطفال

  • ضعف منحنى الانتباه والتركيز
  • اضطرابات سلوكية
  • ضعف المستوى الدراسي وانحدار القدرة التحصيلية للطفل
ليحقق الطفل مستوىً طبيعياً من التحصيل الدراسي، يجب أن يحصل على كفايته من النوم ويتنفس بشكل طبيعي وهو ما لا يحدث لدى المصابين بمتلازمة توقف النفَس النومي.

متلازمة توقف النفَس أثناء النوم تتميز بوجود نوبات من الشخير العالي تتبعها فترات من الصمت عندما يتوقف النفَس أو تقل وتيرته بنسبة كبيرة، في الغالب هذا التوقف للنفَس يمكنك أن يوقظ المريض ويمكن أن يجعله يستيقظ على شخير عالي أو صوت لهاث.


تتكرر النوبات السابقة بمعدل حوالي 5 مرات في كل ساعة نوم، وهذا يجعل نوم المريض خفيفاً ومتقطعاً. 


ما أسباب الشخير؟

تتعدد أسباب الشخير ما بين عوامل خُلقية وعوامل سلوكية وأخرى بيئية، كما أنه يحدث عند الرجال بنسبة أكبر كثيراً من النساء.

عندما تنتقل من مرحلة النعاس (النوم الخفيف) إلى مرحلة النوم العميق، فإن العضلات في سقف حلقك تنبسط (اللهاة وعضلة اللسان وعضلات البلعوم) أي "ترتخي" إلى الحد الذي يمكن أن يُغلق مجرى الهواء جزئياً وتحدث اهتزازات مع دخول الهواء.


شرح الشخير
كلما زاد ضيق مجرى الهواء، زادت قوة اندفاع الهواء أثناء التنفس، وبالتالي تزيد قوة اهتزاز الأنسجة والعضلات المرتخية وهو ما يؤدي إلى زيادة الصوت الناتج عن اهتزازها عند دخول الهواء وهو "الشخير".


العوامل التالية تسبب زيادة نسبة حدوث الشخير:

  • الحالة التشريحية للحلق: فمثلاً إذا كانت لديك "لهاء" سميكة ومنخفضة للأسفل فإنها تسبب ضيقاً في مجرى التنفس وبالتالي الشخير، وكذلك بالنسبة للجزء المتدلي من اللهاة، فكلما زاد طوله زادت نسبة الشخير. كذلك طول اللسان وصغر حجم الفم أو كِبَر حجم قاعدة اللسان.
  • الوزن الزائد: الأشخاص زائدو الوزن لديهم أنسجة زائدة في الحلق مما يغير الوضع التشريحي ويسبب الضيق في المجرى الهوائي كما سبق الشرح.
  • تعاطي المشروبات الكحولية: تناول الخمور خصوصاً قبل النوم يسبب ارتخاء عضلات الحلق بالإضافة إلى إضعاف الآلية الدفاعية للجسم التي يمكن أن تعمل للتغلب على انسداد أو ضيق مجرى الهواء.
  • مشاكل الأنف: مثل احتقان الأنف المزمن واعوجاج الحاجز الأنفي وانسداد الصمام الأمامي للأنف.
انسداد الصمام الأمامي للأنف


  • الحرمان من النوم: عدم النوم لفترات كافية يسبب مزيداً من الارتخاء في عضلات وأنسجة الحلق.
  • وضعيات النوم: تزداد نسبة حدوث الشخير وحدّته عندا تنام على ظهرك، لأن قوة الجاذبية تسبب ضيق مجرى التنفس.
  • تشريح الوجه: اضطرابات شكل عظام الوجه
  • المراحل المتأخرة من الحمل
  • تضخم اللوز 
  • لحمية البلعوم الأنفي
  • تعاطي الأقراص المنومة ومضادات الحساسية
  • كسل/خمول الغدة الدرقية
  • التدخين: حتى الآن لم تُعرف الآلية التي يسبب بها التدخين الشخير لكن هناك فرضيات تقول بأن أعراض الانسحاب الليلي بسبب نقص النيكوتين واحتقان الأنف هما السبب.


المضاعفات والآثار المترتبة على الشخير

مشكلة الشخير ليست فقط في الضوضاء أو إزعاج المرافقين في الغرفة، لأنه إذا ارتبط الشخير بمتلازمة توقف النفَس النومي فإن المريض يكون معرضاً لعدد من المضاعفات مثل:


  • الوخم: وهو النعاس الدائم أثناء النهار وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة العادية
  • تغيرات سلوكية: مثل سرعة الغضب والإحباط
  • صعوبة في التركيز
  • زيادة احتمال ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والجلطات
  • ارتفاع معدلات أمراض الأوعية الدموية للمخ
  • زيادة التغيرات السلوكية في الأطفال مع التأخر في التعليم
  • ارتفاع نسبة حوادث الطرق نتيجة ضعف التركيز أثناء القيادة.

كيف يمكن تشخيص الشخير وتوقف النفَس أثناء النوم؟

الهدف الأساسي من الكشف والفحوصات هو استبعاد وجود توقف للنفَس أثناء النوم أو تأكيده لما لهذه المتلازمة من مضاعفات في غاية الخطورة على حياة المريض وذلك يتم عبر دراسة النوم المعملية كما سيأتي الشرح.

في البداية، سيسمع طبيب الأنف والأذن منك الأعراض ثم يبدأ الكشف بفحص الفم والحلق وفحص الأنف أيضاً، وفي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب إلى الكشف بالمنظار في العيادة للوقوف على الحالة العامة للممرات الهوائية.
حلق ضيق بسبب تضخم اللوز - سبب الشخير
حلق مريض بالشخير لا يعاني توقف النفَس أثناء النوم (مصدر الصورة)
لاحظ الانسداد الجزئي للممرات الهوائية بسبب اللوز المتضخمة وتورم اللهاة


قد يحتاج الطبيب أيضاً إلى الاستماع إلى زوجتك/زوجك أو رفيقك في السكن ليسأله بعض الأسئلة لتحديد شدة الشخير.

لتأكيد التشخيص وتحديد السبب النهائي، يمكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات والآشعة مثل الآشعة المقطعية لبينا حالة الحاجز الأنفي وغيره، أو قد يطلب آشعة عادية (إكس-راي).

دراسة النوم

إذا رأى الطبيب أن المريض لديه العديد من عوامل الخطورة، فإنه سيطلب منه إجراء "دراسة نوم"، لتشخيص أو استبعاد وجود توقف للنفَس أثناء النوم.

في دراسة النوم ينام المريض في مركز خاص لليلة كاملة ويتم توصيل أجهزة ومستشعرات خاصة لقياس النفَس أثناء النوم بطريقة عميقة، وتقوم المستشعرات أيضاً بتسجيل ما يلي:
  • موجات نشاط المخ
  • مستوى الأكسجين في الدم
  • معدل ضربات القلب (النبض)
  • معدل التنفس
  • مراحل النوم
  • حركات العين والساقين
  • علاج مشكلة الشخير وتوقف النفَس

علاج مشكلة الشخير وتوقف النفس

يعتمد اختيار طريقة وخطة العلاج على تحديد درجة شدة الحالة والتحقق من السبب.
في البداية وفي الحالات الخفيفة والذين لا يعانون توقف النفس أثناء النوم، يمكن التعويل على تغيير نمط الحياة ببعض النصائح الصحية كما يلي:
  • التخسيس للوصول إلى الوزن المثالي
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية (الخمور)
  • علاج احتقان الأنف عن طريق مضادات الاحتقان مثل "كولد فري" وأشباهه، كما يمكن استخدام بخاخات الأنف لفترات طويلة مثل أفاميس.
  • تجنب النوم على الظهر، والتأكيد على النون على أحد الجانبين
  • تجنب السهر تماماً وتنظيم فترات النوم والحصول على قسط كافي من النوم.

علاج توقف النفَس أثناء النوم

لحل مشكلة توقف النفَس بالليل، توجد بعض الأساليب العلاجية الحديثة وهي كما يلي:
  • الدعامة الفموية: هي عبارة عن قطع مطاطة توضع بالفم وتوصل بالأسنان، والهدف منها تعديل مستوى الفك واللسان واللهاة (سقف الحلق) بحيث تبقي الممرات الهوائية مفتوحة بأكبر قدر ممكن. يمكنك الاستعانة بطبيب الأسنان لاختيار القطعة المناسبة لفك وضبطها في الوضعية الصحيحة، كما سيتوجب عليك المتابعة مع أخصائي النوم للتأكد من عمل القطعة بشكل سليم لتحقيق المطلوب منها. الآثار الجانبية لتلك الدعامة تشمل زيادة اللعاب أو جفاف الفم مع ألم في الفك والوجه.
  • تقنية الضغط الإيجابي المستمر للممرات الهوائية (CPAP): وفيها يرتدي المريض قناعاً على الفم أو الأنف أثناء النوم، هذا القناع يوجّه هواءاً مضغوطاً خارجاً من مضخة صغيرة توضع بجانب السرير. هذه التقنية هي الأفضل لمنع الشخير ومنع توقف النفس أثناء النوم، إلا أن بعض المرضى لا يستطيعون التأقلم معها.
تقنية الضغط الإيجابي المستمر للممرات الهوائية (CPAP)


  • العلاج بالجراحة: توجد العديد من العمليات الجراحية التي تهدف إلى توسيع الممرات الهوائية مثل عملية تعديل اللهاة والبلعوم (UPPP).

المراجعSnoring - Symptoms and causes - Mayo Clinic

google-playkhamsatmostaqltradent