أعراض ارتجاج المخ وعلامات الخطورة ومدة التعافي والعلاج

الارتجاج هو أحد أنواع إصابات الحوادث للمخ وهو معروف بين الناس باسم "ارتجاج المخ" (بالإنجليزية: Concussion)، والارتجاج يمكن أن يؤثر سلباً على وظائف المخ مثل التركيز والاتزان وتناسق الحركة، لكن في معظم الحالات تكون آثاره مؤقتة ويعود إلى طبيعته بعد فترة.

يحدث ارتجاج المخ غالباً بسبب حوادث أو إصابات ينتج عنها "خبطة" في الرأس تسبب رجّة شديدة، كما إن أي هزة عنيفة للرأس أو الجزء العلوي من الجسم يمكن أيضاً أن تسبب ارتجاج.
ارتجاج المخ


السقوط على الأرض يعتبر من أكثر أسباب ارتجاج المخ شيوعاً، يليه ممارسة الألعاب الرياضية التي تتطلب التحامات بدنية عنيفة مثل كرة القدم والبيسبول وغيرهم.

ما أعراض ارتجاج المخ؟

يمكن أن تكون أعراض الارتجاج "مستترة" (أي لا تظهر أي أعراض على المريض).
عند ظهور الأعراض، فإنها يمكن أن تستمر لأيام أو لأسابيع أو حتى أطول من ذلك.

أشهر أعراض الارتجاج هو "الصداع" و"فقدان الذاكرة"  و"الارتباك" أي ضعف التمييز.
فقدان الذاكرة هنا غالباً يشمل فقط نسيان الحادث الذي سبّب الارتجاج.

القائمة الكاملة لأعراض ارتجاج المخ تشمل ما يلي:

  •  الصداع
  • طنين أو شعور بالرنين في الأذن
  • القيء والغثيان 
  • النعاس والشعور بالإجهاد
  • زغللة العين وتشوش الرؤية
  • التشوش أو الشعور كأنك تسير وسط الضباب
  • فقدان ذاكرة جزئي، ينسى فيه المصاب الفترة حول الحادث الذي سبب الارتجاج
  • دوخة

بعض الناس يمكن أن تحدث لهم علامات أخرى مثل:
  • فقدان مؤقت للوعي (إغماءة بسيطة)
  • صعوبة الكلام ونطق كلمات غير واضحة
  • تأخر الاستجابة للمؤثرات وتأخر الإجابة عن الأسئلة
  • حالة من الذهول
  • النسيان السريع، لدرجة تكراره لنفس السؤال أكثر من مرة في نفس الوقت

بعض الأعراض يمكن ان تستمر لفترة طويلة نسبياً بعد الارتجاج، من بينها:

  • ضعف التركيز
  • شكاوى من ضعف الذاكرة
  • تغيرات في الشخصية 
  • تهيج عصبي متكرر
  • حساسية ضد الأصوات العالية والأضواء
  • اضطرابات في النوم
  • نوبات اكتئاب
  • بعض الاضطرابات النفسية
  • اضطرابات في حاستي الشم والتذوق

ما أعراض الارتجاج عند الأطفال؟

من المعروف أن حالات السقوط تحدث بكثرة لدى الأطفال، ومن الصعب الحكم على درجة اضطراب الوعي الناتج عنها لأن الأطفال الصغار لا يستطيعون وصف ما يشعرون به حينها.

بعض العلامات التي يمكن اعتبارها مفاتيح لتشخيص الارتجاج في الأطفال تشمل ما يلي:

  • نظرات الذهول
  • الخمول والتعب بسهولة
  • التهيج المتكرر 
  • القيام بأفعال غريبة غير مبررة
  • فقدان الاتزان وعدم انتظام المشي
  • بكاء شديد مستمر
  • تغيرات في نمط الأكل والنوم
  • فقدان الشغف والاهتمام بالألعاب التي كان يحبها
  • القيء
  • نوبات التشنج

متى يجب زيارة الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى؟

في العموم، إذا حدثت إصابة أو حادث في الرأس لشخص بالغ أو لطفل، يجب زيارة الطبيب خلال يوم أو يومين على الأكثر حتى لو لم تكن لديهم أعراض تستوجب الطواريء.

بالنسبة للأطفال:
إذا لم تظهر على الطفل علامات الخطورة (مثل لاقيء وزغللة العين واضطراب الوعي) وبقي يتحرك بشكل طبيعي ويستجيب لوالديه، فهذا يعني أن الإصابة خفيفة ولن يحتاج إلى فحوصات أخرى.

في هذه الحالة، إذا أراد الطفل أن ينام أو يأخذ قيلولة نهارية مثلاً بعد الخبطة أو الوقعة، فلا مشكلة في ذلك وهذا يعتبر طبيعياً.

إذا ظهرت علامات الخطورة مؤخراً، يجب نقل الطفل فوراً إلى قسم الطواريء في أقرب مستشفى.

علامات الخطورة التالية تستوجب الذهاب إلى المستشفى فوراً (أطفال أو كبار):

  • غثيان وقيء متكرران
  • فقدان للوعي يستمر لأكثر من 30 ثانية
  • صداع تزداد شدته بمرور الوقت
  • نزول سائل أو دم من الأنف أو من الأذن
  • اضطرابات في الرؤية أو في العين مثل اتساع الحدقة أو عدم تساوي حجم الحدقتين
  • طنين أو صوت زنة في الأذن لا تخف
  • ظهور ضعف في الأطراف (الذراع أو الساق)
  • شحوب لون البشرة لأكثر من ساعة
  • أي تغيرات سلوكية
  • صعوبة تمييز الناس أو عدم تمييز الأماكن (لا يعلم أين هو)
  • صعوبة في الكلام أو نطق كلمات غير مفهومة
  • اضطراب واضح في الوظائف المخية أو التناسق البدني (الحركة)
  • نوبات تشنج
  • دوخة ثابتة أو مترددة
  • وجود كدمات أو نتوءات كبيرة في الرأس في أي مكان بعيداً عن مقدمة الدماغ خصوصاً في الرُضّع أٌقل من 12 شهراً
عموماً، تفاقم الأعراض (أي أعراض) بمرور الوقت يعتبر أيضاً من علامات الخطورة التي تستلزم نقل المريض إلى المستشفى.

بالنسبة للرياضيين، ممنوع العودة للعب في نفس يوم حدوث الارتجاج، كما يمنع العودة إلى ممارسة الرياضة في حال وجود أي من الأعراض السابق ذكرها.

كيف ولماذا يحدث ارتجاج المخ؟

قوام المخ يشبه الجيلاتين، وهو محاط بالسائل النخاعي المخي، هذا السائل يحميه من الهزات والمطبات اليومية.
المخ والسائل النخاعي المخي
المخ والسائل النخاعي المخي



أي ضربة أو خبطة عنيفة للرأس أو العنق أو حتى الجزء العلوي من الجسم، يمكن أن تجعل المخ ينزلق للأمام وللخلف بقوة وبسرعة ليصطدم بجدران الجمجمة الداخلية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تسارع مفاجيء أو تباطؤ مفاجيء يحدث للرأس مثلما في حوادث السيارات أو الرجات العنيفة لأي سبب، تلك الحركات (التباطؤ والتسارع المفاجئين) ينتج عنها إصابات للمخ.
أنواع إصابات الرأس التي تسبب ارتجاج المخ
أنواع إصابات الرأس التي تسبب ارتجاج المخ


تلك الإصابات تؤثر على وظائف المخ (غالباً لفترة قصيرة) فينتج عنها الأعراض السابق ذكرها.

هذا النوع من إصابات المخ يمكن أيضاً أن يؤدي إلى حدوث نزيف في المخ أو حوله، وهو ما يسبب أعراض الدوخة وتشوش الإدراك والهبوط وما شابه وهي تحدث فجأةً أو بمرور الوقت حسب زمن حدوث النزيف.

نزيف بالمخ
نزيف بالمخ

نزيف المخ من حالات الطواريء القصوى لأنه يمكن أن يودي بحياة المريض في وقت قليل، لهذا السبب يخضع معظم من يعانون إصابات في الرأس للبقاء تحت الملاحظة في المستشفى لمدة يوم أو يومين على الأقل.

العوامل المساعدة على حدوث الارتجاج
معظم حالات الارتجاج تحدث نتيجة للحوادث أو ممارسة أنشطة عنيفة مثل:

  • السقوط من المرتفعات خصوصاً في الأطفال
  • ممارسة الرياضات العنيفة مثل كرة القدم الأمريكية والرجبي والملاكمة والهوكي
  • ممارسة الرياضات العنيفة بدون وسائل تأمين
  • حوادث المرور سواء بالسيارات أو بالدراجات البخارية أو الهوائية
  • المشاركة في الحروب
  • التعرض لارتجاج مخ في الماضي

ما مضاعفات وخطورة ارتجاج المخ؟

توجد بعض المضاعفات التي يمكن أن تظهر على المديين، القصير والطويل، من بينهما ما يلي:

  • صداع ما بعد الارتجاج: يمكن أن يستمر هذا الصداع في بعض الحالات حتى سبعة أيام بعد الحادث.
  • دوار ما بعد الارتجاج: يمكن أن يستمر الشعور بالدوار أو الدوخة لأيام وأسابيع وحتى شهور بعد الحادث.
  • الارتجاج المزمن: حوالي 15-20% من المرضى يمكن أن يعانوا استمرار الدوار والدوخة وضعف التركيز واضطرابات الشخصية والتركيز لأكثر من 3 أسابيع بعد الحادث، لكن إذا استمرت تلك الأعراض لأكثر من 3 أشهر يتم تصنيفه كارتجاج مزمن.
  • التأثير التراكمي لتكرار حوادث الارتجاج: توجد أبحاث جارية حتى الآن لدراسة التأثير التراكمي لحالات الارتجاج المتكررة التي لا تسبب أعراضاً قوية ولم تتوصل تلك الأبحاث إلى نتائج حتى الآن، لكن بعض الباحثين في مجالات إصابات الملاعب ذكروا أن لاعبي كرة القدم الذين يلعبون الكرة برأسهم كثيراً يمكن ان يصابوا بتغيرات في الشخصية على المدى البعيد مع تقدم العمر.
  • متلازمة الارتجاج الثاني: نادراً، عند التعرض لارتجاج ثاني في المخ قبل أن تختفي أعراض وعلامات الارتجاج الأول، يمكن أن يحدث تورم سريع قاتل في المخ.

ما الفحوصات التي يطلبها الطبيب لتشخيص وتقييم الارتجاج؟

بعد الفحص الطبي الجيد الذي يجريه الطبيب واطمئنانه على الحواس (السمع، النظر، ...) وعلى حالة الأعصاب والأفعال المنعكسة والتناسق الحركي، ثم تقييم أهم وظائف المخ مثل الذاكرة والإدراك والتركيز. 

بعد ذلك يمكن أن يطلب الطبيب بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص وأخذ نظرة تقييمية شاملة.

من بين الفحوصات التي يمكن أن يطلبها الطبيب ما يلي:

  • آشعة مقطعية على المخ: إذا ظهرت أي من أعراض أو علامات الخطورة. 
آشعة مقطعية على المخ بعد الارتجاج ب48 ساعة
آشعة مقطعية على المخ بعد الارتجاج ب48 ساعة


  • في الأطفال لا يتم اللجوء إلى الآشعة المقطعية إلا بعد استيفاء بعض المعايير وذلك بهدف تقليل تعرض الطفل للآشعة الضارة.
  • الرنين المغناطيسي: يُستخدم فقط لتقييم بعض التغيرات التي تحدث في المخ أو في حالة الشك في حدوث مضاعفات.

ما علاج ارتجاج المخ؟

معظم حالات الارتجاج كما ذكرنا تمر بدون مضاعفات كبرى، وتحتاج في العلاج إلى بعض الإجراءات البسيطة التي سنشرحها.

من الأفضل كما سبق الذكر أن يوضع الشخص الذي يعاني إصابة في الرأس تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة على الأقل في المستشفى للاطمئنان والتأكد من عدم وجود نزيف بالمخ.

الراحة في الفراش

من أهم الإجراءات لعلاج الارتجاج أخذ قسط كاف من الراحة الجسدية والعقلية، حيث تمنح تلك الراحة للمخ الوقت الكافي للتعافي، وتكون الراحة في الأيام الأولى للحادث (3-5 أيام).

الراحة العقلية، التي تشمل تقليل من الأنشطة التي تتطلب مجهوداً ذهنياً وفكرياً ضرورية جداً في اليومين الأول والثاني بعد الارتجاج.

الراحة التامة، التي تشمل النوم في غرفة مظلمة وتفادي أي مؤثرات، لا تساعد على التعافي ولا يُنصح بها طبياً.

في ال48 ساعة الأولى بعد الارتجاج، يجب الالتزام بما يلي:
  • ممنوع لعب ألعاب الفيديو مثل البلاي-ستيشن
  • ممنوع مشاهدة التلفاز لفترات طويلة
  • ممنوع استخدام الهاتف الجوال في المراسلة أو القراءة والتصفح
  • ممنوع القراءة وممنوع أداء الواجبات المدرسية
  • ممنوع ممارسة التمارين الرياضية أو الأنشطة البدنية القوية

بعد الحصول على القسط الكافي من الراحة، يُنصح ببدء العودة إلى أنشطتك العادية تدريجياً.

Dr.Tamer Mobarak
Dr.Tamer Mobarak
طبيب بشري | مستشفيات قصر العيني التعليمي | جامعة القاهرة
تعليقات