وينشأ الخراج عموماً عندما يتراكم الصديد الذي هو ناتج المعركة بين خلايا الجاهز المناعي والبكتيريا (الميكروب السبحي غالباً)، يتراكم فيما يشبه غرفة مغلقة تحت الجلد مما يؤدي إلى انضغاطه وظهور الأعراض.
عندما تزيد كمية الصديد في خراج الشرج، يزيد حجمه ويبدأ في تكوين رأس مدببة ويميل قوامه إلى الوسط بين الصلابة والليونة، وينشأ الألم الشديد في الأرداف أو في فتحة الشرج.
أماكن الخراج الشرجي وما حوله |
ما أسباب خراج الشرج؟
معظم حالات الخراج الشرجي تنشأ نتيجة انسداد إحدى الغدد في منطقة الشرج أو المستقيم أو بين الشرج والفرج.
عندما تدخل البكتيريا إلى مكان مسدود وتبدأ المعركة ضد جهاز المناعة، يتكون الصديد الذي يُحبس داخل الغدة المسدودة فيبدأ بتشكيل الضغط الشديد.
الأسباب الأخرى لتكوّن خراج الشرج تشمل ما يلي:
- دخول عدوى بكتيرية من البراز إلى شرخ شرجي
- حدوث إصابة أو جرح في تلك المنطقة، خصوصاً لدى الذين يمارسون علاقات جنسية محرمة وشاذة
- الأمراض المنقولة جنسياً
- الأمراض التي تؤثر على الأمعاء أو القولون وأيضاً ربما تكون جرثومة المعدة أحد الأسباب
- وصول عدوى بكتيرية إلى كيس دهني في المنطقة بين الشرج والعضو التناسلي
- التهاب الغدد العرقية، وهو مرض مزمن يصيب غدد جلدية خاصة بالعرق في مناطق مختلفة من الجسم مثل تحت الإبط ومنطقة العانة وبين الفخذ والمناسل وفي منطقة الشرج وما حولها.
من هم الأشخاص الأكثر عُرضةً لهذا الخراج؟
توجد بعض العوامل المهيئة التي تجعل شخصاً ما أكثر عُرضةً للإصابة بخراج الشرج أكثر من غيره إذا توفرت لكليهما نفس الظروف الأخرى.
يكون الشخص معرضاً أكثر من غيره لنمو الخراج الشرجي إذا كان يعاني أحد الأمراض التالية:
- مرض التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون
- مرض السكر
- التهاب الرتج
- مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"
- أي من الأمراض المنقولة جنسياً
العوامل الأخرى تشمل:
- الحمل
- التدخين
- تعاطي أدوية مثبطة للمناعة مثل الكورتيزون
- الإمساك المستمر
- الإسهال المتكرر
- ممارسة أنشطة جنسية غير طبيعية
الأعراض المصاحبة
العَرَض الأهم والأكثر شيوعاً لخراج الشرج هو ظهور كتلة أو تورم (كلكوعة) مؤلمة يمكن تسميتها "دمل" أو بثرة كبيرة بالقرب من حافة فتحة الشرج أو في المنطقة حولها.
هذا الدمل ربما يكون لونه أحمر ويسبب ألماً شديداً، ويمكن أن يسبب خفقاناً مستمراً، ويزيد الوجع عند الجلوس أو عند الكحة وربما عند إخراج البراز.
أما الأعراض المصاحبة فتشمل ما يلي:
- إفرازات مخاطية شبيهة بالصديد تخرج من فتحة الشرج
- ألم في المستقيم أو في فتحة الشرج
- مغص وإمساك
- حكة وهرش حول الفتحة وحول الخراج
- نزيف شرجي
- حمى (ارتفاع درجة الحرارة) في بعض الحالات، بالإضافة إلى القشعريرة والارتجاف وبعض الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا.
خيارات العلاج والوقاية
فتح وتفريغ الخراج هو الخيار العلاجي الأول والنهائي، ويجب أن يتم الفتح والتفريغ في مكان مجهز بواسطة الطبيب المختص وليس في المنزل.
بعد تفريغ الخراج مباشرةً يشعر المريض بتحسن فوري حيث يختفي الألم تماماً في معظم الحالات.
يستطيع الطبيب فتح الدمل وتفريغه في العيادة المجهزة أو المركز الطبي باستخدام التخدير الموضعي وبأدوات جراحية بسيطة.
بعض الحالات، إذا كان الخراج كبيراً، أو كان المريض غير متعاون، يمكن أن يتم التفريغ تحت التخدير الكلي.
أغلب الخراجات لا تحتاج إلى خياطة جراحية بعد فتحها.
تفريغ الخراج الشرجي |
هل يمكن علاج الخراج بالمضادات الحيوية دون تفريغ؟
إذا كان الخراج صغيراً (في حدود 1 سم)، يمكن علاجه وتصريفه عن طريق المضادات الحيوية الأقراص والموضعية.
يمكن أيضاً استعمال بعض الكريمات مثل المرهم الأسود لتنشيف الخراج.
يمكن أن ينصحك الطبيب أيضاً ببعض التعليمات لتسريع عملية الشفاء مثل:
- الجلوس في ماء دافيء عدة مرات يومياً
- وصف ملينات لتسهيل عملية البراز
- مسكنات ألم غير استيرويدية