الصفحة الرئيسية

تسوس الأذن بالتفصيل: أسباب وأعراض وعلاج ومضاعفات

 سوسة الأذن او ما يسميه البعض تسوس الأذن هو عبارة عن نمو كيس مبطن بالجلد يبدأ عند حافة الطبلة ثم يهاجم الأذن الوسطى وعظمة الخشاء (النتوء الحلمي) وتنخر في العظام ومن هنا جاءت تسميتها بالسوسة، وهي تنمو باضطراد بسبب احتواءها على بكتيريا مقاومة للعلاج العادي.


تتكرر العدوى والالتهابات داخل تسوس الأذن وفي معظم الحالات لا يمكن التخلص من البكتيريا بداخلها إلا بعد استئصال التسوس جراحياً بالكامل، كما أن تركها بدون علاج يمكن أن يؤدي إلى فقدان السمع بسبب أكلها لعظيمات الأذن الوسطى المسئولة عن توصيل الصوت إلى القوقعة.

تسوس الأذن - سوسة الأذن


أعراض تسوس الأذن

يعتمد تشخيص سوسة الأذن على الأعراض الظاهرة والفحص الطبي ولا تحتاج إلى فحوصات إلا لتحديد مدى انتشارها وتمددها وتحديد خطة العلاج.


تشمل الأعراض ما يلي:

  • الصمم (فقدان السمع): يكون من النوع التوصيلي، باستثناء أصحاب الأمراض الوراثية التي يمكن أن يجتمع فيها التوصيلي والعصبي.
  • الطنين (الوش - الصفير) ويكون ناحية الأذن المصابة بالتسوس
  • إفرازت صديدية من الأذن، تكون مزمنة وكريهة الرائحة وفي الغالب بكميات قليلة، وتقاوم العلاج بالمضادات الحيوية.
  • ظهور قشور كيراتينية في الجزء العلوي من الأذن الوسطى عند الفحص بمنظار الأذن (كما بالصورة)
صورة تسوس الأذن بالمنظار
صورة تسوس الأذن بالمنظار وظهور القشور في الزاوية العليا


ظهور شد في أعلى الطبلة (Retraction pocket) ويظهر خلفه الكيراتين
توجد بعض الأعراض الأخرى لكنها تحدث بنسبة أقل مثل:
  • تغيرات وضعف في حاسة التذوق، يحدث عندما تصل السوسة إلى العصب السابع
  • الدوخة
  • ضعف في عضلات الوجه على الجانب الذي به الأذن المصابة (مقدمات شلل العصب السابع)

أسباب سوسة الأذن والعوامل المُهيِئة

يوجد نوعان من السوسة، النوع الخلقي (الطفل مولود به) والنوع المكتسب الذي يحدث يمكن أن يحدث لأي طفل أو شخص بالغ.

أسباب التسوس المكتسب تشمل:
  • تكرار التهاب الأذن الوسطى
  • الالتهاب الصديدي المزمن في الأذن الوسطى
  • اعتلال قناة استاكيوس المزمن
  • الالتهاب المزمن للجيوب الأنفية الذي يؤدي إلى اعتلال قناة استاكيوس
مع تكرار الالتهاب والإفرازات، يحدث شد وانكماش في الجزء العلوي من طبلة الأذن مع أو بدون حدوث ضمور في أجزاء منها.

نتيجة هذا الانكماش، تنحبس الخلايا الظهارية الموجودة في الطبقة المخاطية للأذن الوسطى والطبلة، تنحبس في هذا الجيب وتتكاثر وتكون بداية السوسة.
سوسة الأذن


مع الوقت، تبدأ خلايا الجلد في الوصول إلى السوسة عبر ثقب في جدار الطبلة، وهذه الخلايا هي التي تنتج القشور الكيراتينية التي تشتهر بها السوسة.

دخول خلايا الجلد يمكن أن يحدث نتيجة العمليات الجراحية في حالات انفجار الطبلة والحوادث.

الأطفال الذين يولدون بابتلاءات خلقية أو أمراض وراثية مثل متلازمة تيرنر، وانشقاق اللهاة أو متلازمة داون، هؤلاء الأطفال يكون أكثر عُرضة للإصابة بتسوس الأذن [مصدر].

كيف يمكن تشخيص تسوس الأذن؟

يعتمد التشخيص في الأساس على التاريخ المرضي (الأعراض) والكشف الطبي (العلامات)، لكن قد يحتاج الطبيب إلى بعض الفحوصات لتحديد المرحلة التي وصلت إليها سوسة الأذن.

من بين تلك الفحوصات ما يلي:
  • مقياس السمع: يُطلب هذا الفحص لجميع مرضى تسوس الأذن لقياس قوة السمع وتحديد متطلبات العلاج.
  • الآشعة المقطعية عالية الدقة: ينصح به على العظمة الصدغية، وهو مهم لتأكيد التشخيص في الحالات التي تكون الأعراض والكشف فيها غير واضح وغير مؤكد. كما يمكن التعويل عليها لقياس مدى امتداد السوسة إلى عظمة الغشاء بالإضافة إلى بيان مضاعفاتها مثل الامتداد إلى القوقعة أو القنوات الهلالية أو امتداد السوسة داخل الجمجمة.
آشعة مقطعية تظهر فيها سوسة الأذن
آشعة مقطعية تظهر فيها سوسة الأذن (مشار إليها بالسهم)

آشعة مقطعية تظهر فيها سوسة الأذن (مشار إليها بالسهم)


  • الرنين المغناطيسي: يمكن أن يستخدم لبيان حالة الأنسجة الرخوة التي لها فيها الأفضلية على الآشعة المقطعية، ويطلبها الطبيب إذا شك في وجود امتداد للسوسة داخل الدماغ.

طريقة العلاج

العلاج النهائي والحل الناجز لتسوس الأذن هو الجراحة، حيث يتم استئصال السوسة بالكامل مع تجفيف وتنظيف الأذن لمنع الإفرازات، وبالتالي منع المضاعفات.

هدف آخر للعلاج الجراحي هو تحسين جودة السمع، وهو صعب التحقيق في المرة الأولى وتتحقق نتائج أفضل في الجراحات التالية.

الخيار العلاجي الأول:
استئصال عظمة الخشاء (النتوء الحلمي) بتقنية جدار القناة للأعلى (canal wall up mastoidectomy). وفيه يتم استئصال السوسة مع إبقاء جدار القناة سليماً، لكنه يستلزم جراحة أخرى بعد 9-12 شهر للتأكيد على عدم ارتجاع التسوس.

يمكن الاستعاضة عن العملية الثانية بعمل نوع متقدم من الرنين المغناطيسي إذا كان متوفراً.
هذا الخيار هو المفضل في الأطفال لأنه يتفادى مضاعفات المدى الطويل لتجويف الخشاء.

الخيار العلاجي الثاني:
استئصال عظمة الخشاء (النتوء الحلمي) بتقنية جدار القناة للأسفل (canal wall down mastoidectomy).
هذه التقنية تسمح بإعادة الاطمئنان على مكان العملية عبر التجويف المفتوح.

مؤخراً، استخدام المناظير في الجراحة بات يحقق نتائج أفضل.

ما مضاعفات تسوس الأذن؟

في حال لم تُعالج السوسة في الوقت المناسب أو حتى بعد الجراحة، فإن المضاعفات التالية يمكن أن تحدث:
  • ارتداد التسوس حتى بعد الاستئصال الجراحي
  • فقدان السمع تماماً
  • ناسور دهليزي (في الأذن الداخلية)
  • شلل العصب السابع
  • التهاب الأغشية السحائية
  • خراج بالمخ
  • التهاب النتوء الحلمي
  • خراج بالأم الجافية
google-playkhamsatmostaqltradent