يُعتبر التهاب الأذن الخارجية المحدود أو ما يمكن أن نطلق عليه اسم "دمّل الأذن" من الأمراض التي تصيب مرضى "السكّري" بصورة متكررة نتيجة لضعف مناعتهم، ودمامل الأذن عبارة عن التهاب في إحدى بصيلات الشعر الأذنية، تسببه البكتيريا العنقودية المكوّرة المعروفة "staphylococcus aureus".
ومن أشهر أسباب ظهور دمل داخل الأذن استخدام أجسام غريبة ملوثة لتنظيف الأذن أو حكها بطريقة خاطئة، مثل استخدام أعواد الكبريت أو الأدوات الحادة وإدخالها في القناة السمعية خصوصاً في الأطفال، لكنه يُصيب الكبار أيضاً بدون أسباب واضحة وخصوصاً مرضى السكري.
في حال تكرار دمامل القناة السمعية أو مدخل الأذن بدوب سبب واضح، ننصح بإجراء فحص السكر التراكمي في الدم، وإذا كان الشخص أصلاً مريض سكر فقد يكون غير منتظم على العلاج.
ما أعراض وجود خراج الأذن الخارجية (الدمل)؟
بخلاف ظهور كتلة في القناة السمعية بالأذن الخارجية يزداد حجمها تدريجياً، وقد تسبب انسداد الأذن، تظهر أيضاً على المريض مجموعة الأعراض التالية:
- ألم شديد بالقناة السمعية: بالأخص عند مضغ الطعام، وهذا هو العرَض الأكثر شيوعاً.
- صمم مؤقت في الأذن المصابة ( في حال كان الدمّل كبيراً).
- إفرازات صديدية من الأذن في حال انفجر الدمّل, وتكون إفرازات شحيحة في الكمية، وعندما تخرج تلك الإفرازات يشعر المريض بتحسن كبير مفاجيء ويتضاءل الوجع إلى حد الاختفاء.
- طنين: قد يشعر المريض بصوت متكرر (طنين) في أذنه.
- هرش متكرر وتهيُّج في القناة السمعية
أعراض المضاعفات الخطيرة لدمل الأذن والتي تتطلب النقل للمستشفى
في بعض الحالات (نسبة قليلة) قد تحدث مضاعفات ذات خطورة عالية ربما تهدد حياة المريض، لذلك ننصح بشدة بالتوجه فوراً إلى المستشفى أو أقرب مركز طبي في حال ظهرت على مريض الدمل أي من الأعراض التالية:
- اضطراب في الوعي، سواء الدوخة أو الإغماء الخفيف أو الثقيل أو عدم الاستجابة للأشخاص المحيطين به
- تغيرات الحالة العقلية مثل حدوث تشوش أو هلوسة أو ظهور تغيرات سلوكية أخرى مثل الهذيان والخمول العام
- نزيف شديد من الأذن لا يمكن إيقافه أو التحكم به
علامات التهاب الأذن الخارجية (شكل الدمل)
يظهر الدمل في القناة السمعية على شكل نتوء صلب مائل إلى اللون الأحمر على سطح الجلد، ربما يكون مدبباً. عندما يفحص طبيب الأنف والأذن المريض يشاهد ما يلي:
- ألم شديد عند تحريك غضروف الأذن، أو عند الضغط على "الزنمة".
- تورّم محدود باللون الأحمر.
- إفرازات صديدية، كما وصفت من قبل.
- التهاب وتورّم في الغدد الليمفاوية المُحيطة بالأذن من الأمام والخلف.
الفحوصات المطلوبة للتشخيص
هذه الحالة يتم تشخيصها "سريرياً" بالكشف بسهولة, لكن يُنصح بإجراء تحليل نسبة السكر "الجلوكوز" في الدم, لأن هذا المرض غالباً يصيب مرضى "السكّري".- يجب تفرقة هذه الحالة من "التهاب الخشاء"، العظمة خلف الأذن.
علاج دمامل الأذن (الخراج)
من المفترض أن تُشفى دمامل الأذن تلقائياً في وقت ليس بالطويل في حال كانت مناعة الجسم في حالتها الطبيعية، مع استخدام بعض الأعشاب المقوية للمناعة مثل الزنجبيل والثوم.
بعض الحالات لا تخف تلقائياً، وقد لا يتحمل المصاب بالدمل الألم الذي قد يكون شديداً بالفعل، وبالتالي فإن العلاجات التالية يصفها طبيب الأنف والأذن في تلك الحالات.
علاج عام:
- مسكنات ألم: يُمكن شراؤها من الصيدلية بدون وصف الطبيب، لكن يجب مراعاة الأضرار وموانع الاستعمال. البروفين يُسكن الألم لكن نحذر من الإفراط في استخدامه لما له من آثار جانبية على الكلى والمعدة.
- مضادّ حيوي لعلاج صديد الأذن: حسب وصف الطبيب والجرعات المناسبة للسن والوزن. في الغالب يصف الطبيب مضاداً حيوياً من عائلة البنسيللين مثل ميجاموكس والجرعة حسب عمر ووزن وحالة المريض.
علاج موضعي:
العلاج الموضعي يُمكن أن يكون كافياً وحده للتخلص من الألم والتورم في بعض الحالات، وبعض إجراءاته يُمكن متابعتها في المنزل. وإرشادات العلاج الموضعي لدمل الأذن هي كالتالي:
- تطهير جاف للأذن أو شفط الإفرازات.
- فتيل الأذن: حشو القناة السمعية الخارجية بشريط من الشاش , مبلل بمادة "جلسرين ايكثيول" أو كورتيزن, ويمكن استخدام كريم "كيناكومب".
- تطبيق تسخين موضعي.
- الشق جراحياً (فتح خراج الأذن) وتفريغ الصديد في حال تكوّن "خرّاج".
ملحوظة مهمة: ممنوع تماماً محاولة فتح الدمل بنفسك أو شق الخراج في المنزل بأصابعك، لأنه يحتوي بكتيريا ويُمكن أن يُسبب انتشاراً للعدوى وتفاقم الحالة إذا ما أُزيل بطريقة خطأ.
كيف يمكن علاج خراج الأذن في المنزل؟
من حسن الحظ أن أغلب حالات دمل الأذن (الخراج) يُمكن أن تُشفى تلقائياً اعتماداً على مناعة الجسم، لذلك يُمكن متابعة العلاج المنزلي بنجاح في نسبة كبيرة من الحالات، مع بعض الإجراءات مثل:- المحافظة على نظافة القناة السمعية وتجنب تقريب أي مادة مهيجة أو مسببة للحساسية منها
- استعمال كمادات ماء ساخن توضع على الدمل أكثر من مرة يومياً، لأنها تساعد على تخفيف الألم وتقليل حجم الدمل، لكن يجب أن تتأكد من نظافة القماش المستخدم
- تعاطي مسكنات ألم مثل البانادول أو النوفالدول 1000 مج
يجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا ارتفعت درجة حرارتك
- إذا كان الوجع شديداً وغير مستجيب للمسكنات
- إذا شعرت بالغثيان أو تقيأت
- إذا استمر الدمل أكثر من 1-2 أسبوع
- لا تحاول أن تفعص الدمل بيدك، فتلك عملية خطيرة
هل يمكن الوقاية من الإصابة بدمل الأذن؟
الأدوات التي تستخدم في تنظيف الأذن في الحالات السابقة يجب ألا تكون حادة وأن تكون نظيفة وأن تستخدم بحرص حتى لا تجرح الجلد داخل الأذن فتسهل دخول الميكروبات وبالتالي الإصابة بالدمامل. وعليه فإن التالي بعض النصائح للوقاية من دمل الأذن:
- تجنب الاستخدم غير الضروري للقطن وأشباهه في تنظيف الأذن والتأكد من نظافتها
- تجنب الهرش أو استخدام أظافرك لتنظيف الأذن بأي حال
- حاول المحافظة على أذنك جافة، خصوصاً أصحاب الآذان الحساسة، وذلك عن طريق وضع قطنة مبللة بالفازلين في الأذن أثناء الاستحمام
- متابعة السكر في الدم إذا كنت مصاباً بمرض السكري
ظهور حبة في صيوان الأذن، ما الاحتمالات؟
قد يلاحظ الشخص ظهور حبوب أو بثرات في الصيوان أو على شحمة الأذن، وحتى ظهور خراج أو حبة على الأذن من الخارج، وهنا يختلط عليه الأمر ولا يستطيع تحديد ما إذا كان هذا دمل أو مجرد بثرة عادية أو أي شيء آخر.
لتحديد ما إذا كانت الحبة الظاهرة دملاً أم لا، يجب التأكد من وجود ألم شديد بسببها، كما أن الألم يزداد كثيراً عند تحريك شحمة الأذن أو شده في أي اتجاه، هذا بالإضافة إلى الأعراض والعلامات الأخرى المذكورة أعلاه.
أسباب أخرى لظهور حبة أو بثرة أو قرحة في الأذن القناة السمعية:
- التهاب الأذن الخارجية الخبيث (الناخر): يجب استبعاد هذا السبب أولاً خصوصاً في مرضى السكر
- سرطان القناة السمعية: وهو يبدأ كعقدة صغيرة غير مؤلمة في الأذن الخارجية، ثم يتطور كما هو مشروح بالتفصيل هنــا، وهو نادر الحدوث لكنه في كثير من الأحيان يُخطيء الأطباء في تشخيصه ويعتبرونه التهاب في الأذن الخارجية.
- التهاب الأذن الوسطى بعد ثقب الطبلة أو في حالة وجود أنبوبة تهوية للأذن
- تراكم الشمع
- التهاب جلدي غير محدد: مثلما يحدث في حالات الحساسية ضد المضادات الحيوية (نيوميسين مثلاً).
- جرح ناتج عن حادث به تجمع دموي
- وجود جسم غريب داخل الأذن الخارجية
- التهاب حاد في طبلة الأذن أو تصلب الطبلة
- التهاب غضروف الأذن
- متلازمة رامسي-هانت (هربس): وفيها يحدث شلل للعصب السابع وفقدان للسمع من النوع العصبي الحسي، مع ظهور طفح جلدي على شكل حويصلات على امتداد الجزء الخارجي من القناة السمعية
هل خراج الأذن خطير؟
دمل الأذن في حد ذاته ليس خطيراً طالما تم تشخيصه وبدء العلاج الصحيح في الوقت المناسب مع التزام المريض بتعليمات الطبيب، لكن إذا أهمل المريض الخراج أو لم يلتزم بتعليمات الطبيب، أو إذا أهمل ضبط مستوى السكر في الدم، فإن المضاعفات الخطيرة السابق ذكرها واردة الحدوث للأسف.
الملخص
- قد يظهر دمل الأذن بدون أسباب واضحة في الأشخاص الطبيعيين أو في مرضى السكر
- في الحالات العادية، يختفي الدمل تلقائياً بدون تدخل جراحي، لكن إذا لم يخف فإن الحل هو تفريغه عبر الشق الجراحي بواسطة طبيب الأنف والأذن
- العلاجات الموضعية مثل الفتيل يُمكن أن تغني عن الأقراص أو الحقن
أسئلة شائعة وإجاباتها
كيف يمكن علاج دمل داخل الأذن؟
يعتمد العلاج أساساً على حجم الخراج ومدة تكونه، فإذا كان الدمل صغيراً (كما في أغلب الحالات) فإن العلاج يكون عن طريق المضادات الحيوية ومسكنات الألم، بالإضافة إلى العلاج الموضعي كما هو مذكور بالتفصيل أعلاه. أما إذا كان الدمل مقاوماً للعلاج وتكون فيه الكثير من الصديد، فإن الحل الأكثل له هو الفتح جراحياً وتفريغ الصديد في أقرب مستشفى.
هل يمكن علاج دمل الأذن بالأعشاب؟
في محيط علمنا في هذا التخصص، لا يوجد علاج بالأعشاب للتخلص من الصديد في دمل الأذن أو أي دمل آخر، ويجب فتح الدمل جراحياً وتصريف الصديد ما لم يُصرّف بالمضاد الحيوي
المراجع
- كتاب قسم الأنف والأذن، كلية طب قصر العيني.
- مرجع External Ear infections - Medscape
- التشخيص التفريقي: Otitis Externa Differential Diagnoses